بعد صدور قانون حرية الصحافة في العام 2006 وما صاحبه من انفتاح اعلامي بعدد من الفضائيات يفوق حاجة الكويت عشرات المرات، ذكرت في مقال سابق أن المجتمع الكويتي سيدفع ضريبة ذلك من قيمه وأخلاقه، بل حتى من مكانته في نظر المجتمعات الأخرى العربية منها والأجنبية، وهو ما حدث فعلا ومازال يحدث على أرض الواقع خلال السنوات القليلة الماضية، فبعد ان زاد عدد الفضائيات وتزاحمت في سماء الكويت، زاد العرض على الطلب، واذا ما استثنيا تلك التي أنشئت لأغراض مشبوهة معينة وبدعم غير هادف إلى الربح، فإن الهدف الرئيسي لأي منشأة تجارية هو تحقيق الربح لضمان استمراريتها، وفي هذه الحالة سيكون تحقيق الربح على حساب بعض التنازلات عن القيم والمبادئ، وهي أشبه ما تكون بالممثلة التي يتقدم بها العمر فتضطر إلى تقديم بعض التنازلات لضمان بقائها ضمن دائرة الضوء من وجهة نظرها، والسوء من وجهة نظر المجتمع، ولا ضير في ذلك فالأمر سيان بالنسبة لها. وعليه قامت بعض الفضائيات بتقديم كل ما هو هابط اخلاقيا من المسلسلات خاصة تلك التي كانت من انتاجها وتم منعها في عدة قنوات محترمة الا ان الأمر لم يف بالغرض ولم يغط التكاليف، مما حدا بمعظم تلك القنوات الى الاتجاه الى السياسة التي باتت مهنة من لا مهنة له، بدلا من الهدف المعلن لكل قناة وذلك في اعقاب احداث منطقة الصباحية الشهيرة، لتجد القنوات ضالتها في ذلك التوجه الجديد في ظل تعتيم من قبل الجهاز الإعلامي الحكومي.
لم يقف الأمر عند ذلك الحد فحسب بل تعدى ذلك بمراحل بعد ما قامت بعض الفضائيات بالتفنن في تمزيق المجتمع الكويتي وشق صفه وتشويه صورته أمام العالم أجمع وذلك لأغراض مدفوعة الثمن وممولة من قبل جهات تسعى لأهداف مشبوهة، كل ذلك كان على مرأى ومسمع من الحكومة البائدة التي لم تحرك ساكنا وبحجة الحرية والديموقراطية التي يفسرها كل حسب منظوره، إلا ان الأمر في الفترة الأخيرة تجاوز كل الخطوط بعد ان داست بعض الفضائيات على جميع الاعتبارات والأخلاق والمبادئ الإنسانية بعد ان امتهنت استضافة ضعاف العقول والتشهير بهم والسخرية منهم على مرأى ومسمع من العالم كله من اجل تحقيق نسب مشاهدة عالية دونما أي مراعاة لظروف مرضهم ومشاعر أهاليهم لتضيف وصمة عار جديدة في جبين الديموقراطية الكويتية. في حقيقة الأمر استغرب من كل الجمعيات واللجان التي تدعي المحافظة على حقوق الإنسان والتي تثور وتزمجر من أجل المطالبة بأمور غير مشروعة للشواذ والمخنثين ولا تثور لاستغلال ضعاف عقول بهذه الطريقة البشعة، وعليه فإننا نطالب المجلس القادم بأن يشرع قانونا يمنع مثل هذه الممارسات في بلد مسلم كالكويت والى ذلك الحين فإننا نطالب الحكومة الحالية بالقيام بدورها على الأقل مؤقتا ومنع مثل تلك المظاهر المشوهة لصورة الكويت أمام العالم المدني المتحضر.
ختاما: رسالة نوجهها لشعوب العالم قاطبة نقول لهم: عذرا فما تشاهدونه من تفاهات في فضائياتنا وما يحدث فيها ومن يظهر عليها لا يمثلنا ككويتيين، وما هو إلا كالزبد الذي سيذهب هباء عما قريب بإذن الله.
[email protected]
twitter@al7armal