Note: English translation is not 100% accurate
تجارة الطب
الأحد
2006/10/8
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : سعد الحرمل
كانت سيئة نتيجة ذلك القرار الذي اجاز للاطباء الاستشاريين فتح عيادات خاصة وهم على رأس العمل في مستشفيات الحكومة، وهو أمر حول مهنة الطب لدى «بعض» الأطباء من مهنة إنسانية إلى تجارة يغلب عليها طابع الجشع ومص دماء الضعفاء من المرضى، شأنها شأن أي تجارة أخرى، والأمثلة كثيرة على ذلك، فحين يرغب أحد المرضى في الحصول على موعد لعمل أشعة ما أو «سونار» أو فحص لدى أحد هؤلاء الاستشاريين من ذوي العيادات الخاصة، تجده يحاول بشتى الطرق سحبه لعيادته الخاصة أو قد يساومه بطريق غير مباشر، كأن يقول له «عندما تزورني بالعيادة أستطيع ترتيب موعد قريب لك»، ولا عزاء للفقراء في ذلك، وحين يتم المراد، ويتجه المريض لذلك الطبيب بعيادته الخاصة تنقلب الامور بمقدار 180 درجة، فالطبيب يبتسم ويرحب بأحلى العبارات، بعد أن كان عاقدا حاجبيه في مستشفى الحكومة، كما أن طريقة الكشف تتغير، فعندما يزوره المريض في مستشفى الحكومة ينتهي الطبيب من كتابة الوصفة قبل أن يكمل المريض شكواه، أما في العيادة فإنه يطلب إجراء جميع التحاليل اللازمة وغير اللازمة في بعض الأحيان، وقد يستدعي الأمر فحص المرافقين أيضا (كله بثمنه).
وليت المشكلة تنتهي عند هذا الحد، بل إن هناك ما هو أدهى.
ففي إحدى الحالات التي تستدعي إجراء منظار، وهو ما يحتاج لدواء تحضير قبل إجرائه قام الطبيب بإعطاء المريض هذا الدواء، أي دواء التحضير، في مستشفى الحكومة وعمل له المنظار في عيادته الخاصة، موفرا على نفسه تكلفة الدواء، وحاصلا على رسوم إجراء المنظار، وحين أراد أن يصرف للمريض الدواء أحاله إلى مستشفى الحكومة.
من الأمور المضحكة على لسان أحد الأصدقاء أنه توجه إلى واحد من هؤلاء الأطباء في عيادته الخاصة، وبعد أن دفع الرسوم وانتظر دوره، دخل أحد المتنفذين العيادة بعده، فقام الطبيب باستقبال الأخير، المتنفذ طبعا، قبل صاحبنا الذي دخل بفلوسه أيضا، كما أن المعاملة كانت مختلفة على حد قوله، (يعني حتى وهم دافعين مو معبرينهم).
والعيب هنا في صاحبنا الذي لا يستطيع التمييز (على نياته)، فمن المؤكد أن ذلك المتنفذ قد دفع أكثر منه، إذ كلما تدفع أكثر تُحترم أكثر، حسب مفهوم الطب الجديد.
ومنا الى وزارة الصحة التي نأمل أن تجد حلا لتلك الظاهرة من خلال مزايا تقدمها للاستشاريين الراغبين في العمل مساء بعد انتهاء مناوباتهم الصباحية داخل مستشفيات الحكومة، بدلا من التوجه إلى فتح عيادات خاصة.
لو أدري درست طب.
اقرأ أيضاً