عندما تصف شيئا ما فإنك تعتمد على أبرز ملامحه وأوضحها، فحين تصف امرأة بالجمال فذلك يعني أنه قد يكون لديها عينان واسعتان وأنف جميل وبشرة براقة وجسد رشيق ولكن ليس بالضرورة أن يكون فمها صغيرا أو جميلا، ولكن تبقى السمة الغالبة هي الجمال.
أيضا حينما نطلق لقب مجلس أحرار على مجلس الأمة الجديد، فذلك لا يعني بالضرورة أننا نقصد جميع النواب أو ان جميع مخرجات الانتخابات هم من الأحرار، لكننا حين نتحدث نقصد بذلك الغالبية أو السمة الغالبة لذلك المجلس برغم وجود من ضخ المال السياسي في الانتخابات الذي حاول عبثا التأثير على مخرجات الانتخابات وان كان قد نجح بشكل محدود في بعض الدوائر إلا انه أخفق بشكل عام بالإضافة إلى التواجد الشفاف لجمعية الشفافية لدرجة انك بالكاد تراها، غير ان ذلك لم يحبط الشعب الكويتي الذي أبى إلا أن تكون رسالته لحكومته واضحة حرة وقوية بعد ان عانى الأمرين على مدى حكومات سبع عجاف، مما حدا ببعض الذين لم تأت رياح الشعب بما تشتهي أنفسهم بانتقاد المجلس ناسين بذلك أو متناسين أنهم ينتقدون الشعب الذي أخرج ذلك المجلس وليس المجلس.
والسؤال الذي يظل قائما هو إلى متى تظل أزمة الثقة بين المواطن وحكومته قائمة، وما المانع من أن تكون هناك حكومة على قدر المسؤولية، وهل بات ضربا من ضروب المستحيل أن تكون هناك حكومة تعمل لخدمة شعبها وكسب ثقته وحبه؟ برأيي لا، قد يكون صعبا بعض الشيء إلا أنه ليس مستحيلا لكنه يتطلب وجود نوايا صادقة من الطرفين والنظر إلى الآخر كمكمل له ومساند لا كخصم وند، وقبل ذلك كله ثلة من البطانة الصالحة التي تقدم النصح والرأي والمشورة لما فيه خير البلاد والعباد ولا تعمل على حياكة الخطط والمؤامرات لإفشال مساعي مجلس الأمة في جميع مشاريعه المقدمة إرضاء للحكومة على حساب المصلحة العامة للوطن، ولن يتأتى ذلك إلا بوجود أشخاص أحرار يملكون قراراتهم ويهدفون لخدمة وطنهم ولا يسعون إلى التكسب على حسابه.
والآن وبعد أن حصلنا على مجلس حر الا يحق لنا الحصول على حكومة أحرار توازي ذلك المجلس وتتعاون معه في خدمة البلد؟ بلى يحق لنا ذلك.
[email protected] - twitter@al7armal