سعد الحرمل
يبدو أن وزارة الأوقاف لم تألُ جهدا في صرف بند الأعمال الإنشائية الصغيرة في الباب الرابع من ميزانيتها للسنة المالية الماضية دونما حاجة ملحة، شأنها في ذلك شأن معظم الوزارات والإدارات الحكومية من عدم رد أي فائض من الميزانية إلى وزارة المالية حتى لا تقوم الأخيرة، أي وزارة المالية، بتخفيض ميزانيتها في العام الذي يليه، وهو فكر سائد، بالرغم من كونه خاطئا، بين جميع الجهات الحكومية من ناحية ووزارة المالية من ناحية أخرى، وكلا الطرفين يشترك في هذا الخطأ الجسيم والذي يترتب عليه تضخم ميزانية الدولة لتصل إلى 18.9 مليارا، أي ما يقارب 19 مليارا وبزيادة عن ميزانية العام الماضي بما يزيد على 6 مليارات، حين نذكر تلك الأرقام ونحن نتحدث عن ميزانية الكويت يعني ذلك أننا نتحدث بالدينار الكويتي وليس بالبات التايلندي، كل تلك الأرقام والمبالغ دونما أي تطور ملحوظ أو رقي في الخدمات أو المرافق، كل ذلك بسبب ذلك الفكر الخاطئ، ولو أنه تبدل بحيث تكافأ الجهة الحكومية التي توفر في ميزانيتها بأن يتم تزويدها.
بعد ذلك كله لا يمكننا أن نلوم وزارة الأوقاف أو أي وزارة أخرى إذا ما نهجت نفس النهج خاصة إذا ما كان الأمر متعارفا عليه حكوميا ولكننا نلومها فيما فعلته بنا حينما قررت اتباع ذلك النهج بعد أن قامت الوزارة بتقشير النصف السفلي من جدران المساجد لوضع ألواح من الرخام وهدم أسوار المساجد بهدف استبدالها دون داع لذلك، موكلة تلك المهمة إلى مقاولين من الدرجة العاشرة على يبدو مما سبب الكثير من الإزعاج للمصلين، حيث إننا في مسجد معقل بن يسار في العمرية، ق 3، نعتبر من المجاهدين الآن خاصة كبار السن الذين يعانون الأمرين 5 مرات يوميا، وذلك بعد أن قام أحد المقاولين بحفر خندق حول المسجد دون أن يترك طريقا للمصلين والذي يبدو أنه قد قرأ عن غزوة الخندق حين أشار الصحابي الجليل سلمان الفارسي ے على الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بحفر الخندق حول المدينة لرد اليهود والمشركين ولكنه، أي المقاول، طبق الفكرة ولكن بشكل خاطئ حين منع المصلين من الوصول إلى المسجد.
الغريب في الأمر أنه بعد أن كثرت شكاوى المصلين وتحدثوا مباشرة مع المقاول ليعمل معابر لهم إلى المسجد رد عليهم بأنه مشغول ولا وقت لديه.
«عجيييييب» ألديك الوقت لتحفر وتمنع المصلين عن المسجد ولا وقت لديك لتسهيل دخولهم إليه؟! أعتقد أنه يجب على الوزارة مراجعة تصنيف هذا المقاول والذي أجزم بأنه فئة عاشرة والذين تجدهم على الدوار ينتظرون من يوكل إليهم عملا بالباطن، ومنا إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية.