سعد الحرمل
هي مقولة شهيرة لدى صديقنا العزيز عبدالرحمن الصفار يرددها كلما ورد ذكر المملكة المغربية ضمن الدول السياحية، وحقوق الطبع محفوظة لديه، أي الصفار، حيث انه من المتعصبين جدا للملكة المغربية بل ويروج للسفر إليها دون غيرها من دول العالم العربية منها والأجنبية، وإن كنت ميالا للأخيرة إلا أن الصفار عكس ذلك، وقد شاءت إرادة الخالق عز وجل أن نجتمع هذا العام في المملكة المغربية، وبما أن الرحلة طويلة تصل لسبع ساعات تقريبا فكرت مليا قبل أن اختار شركة الطيران، فبدأت في عملية المقارنة بين شركات الطيران الأخرى ومؤسسة الخطوط الجوية الكويتية خاصة أنني أعتزم السفر على درجة رجال الأعمال لأتمكن من النوم خلال الرحلة، فاحترت مابين الخطوط القطرية من جهة الفخامة وحداثة الأسطول وبين الشعور بالوطنية وقدم أسطول الخطوط الكويتية والتي أكل الدهر وشرب على طائراتها إلى أن وصلت إلى نقطة السعر فوجدت أن السعر على متن طائرات مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية يعادل ضعف السعر على متن الخطوط القطرية لترجح كفة الأخيرة مع شيء من الإحساس بالذنب.
بعد صعودنا للطائرة متجهين إلى الدوحة ومن ثم إلى الدار البيضاء بدأ شعوري بالذنب يتقلص إلى أن تلاشى بالكامل بعد أن وجدت عددا كبيرا من الركاب كويتيين. طبعا الطائرة أقلعت في موعدها، ومن خلال الحديث مع من حولي تبين أن تلك هي النقطة الأولى التي يفضلونها في الخطوط القطرية، «والكلام ليكي يا جارة»، كما أنها توفر لهم أكثر من 80 جهة للسفر بخلاف السعر.
في طريقنا إلى الدار البيضاء استغرقت الرحلة 7 ساعات و10دقائق، شاهدت خلالها 3 أفلام جديدة من القائمة الطويلة المتاحة، إلا انه ومن باب إحقاق الحق تبين لي أن كراسي درجة رجال الأعمال على متن مؤسسة الخطوط الكويتية أكثر راحة من تلك الموجودة في نظيرتها القطرية والتي لم أتمكن بسببها (حوبة الكويتية) لوجود ثلاث وضعيات فقط على هذا الكرسي.
في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء وبعد أن تسلمت أمتعتي وبينما أهم بالخروج لاحظت رجلا يمشي بمحاذاتي محاولا النظر إلى وجهي، التفت إليه فإذا به الأخ العزيز د. مصطفى أبو سعد يريد أن يتأكد ان كنت أنا أم لا، وقد كانت تلك من أسعد الصدف لي فهو ابن المغرب ويعرفها جيدا.
أصر د. أبو سعد أن يوصلني إلى منطقة المحمدية بسيارته وأنا «ما كذبت خبر» ووافقت، كما قام باستضافتي أنا وزملائي على الغداء ليذيقنا الأكل المغربي العالي الدسم حيث تناولنا الرفيسة وطاجن لحم وطاجن دجاج بلدي، وللعلم فإن أهل المغرب يبالغون في الولائم ويقدمونها على 3 دفعات، فإذا كنت ضيفا في المغرب لا تكثر في الدفعة الأولى (مثلنا) حتى تتمكن من الأكل في الدفعتين الثانية والثالثة، أيضا إذا كنت ممن يتبعون الحمية في الأكل فلا تتجه للمغرب لأنك ستكون قد ذهبت للوجهة الخطأ.
بعد الغداء توجهت مع د.مصطفى إلى سوق القيصرية في الحي المحمدي وهو من الأسواق الشعبية القديمة وتناولنا الحريرة في ذلك السوق، بعد ذلك طلب مني د.مصطفى أن نحدد موعدا ليصحبني في رحلة إلى مدينة مراكش بتشديد الراء لقوله لم تزر المغرب ان لم تزر مراكش والتي تبعد قرابة 250 كيلومترا من الدار البيضاء، مرة أخرى «ما كذبت خبر» ووافقت خاصة أن السفر مع د. مصطفى أبوسعد يعتبر متعة ومعرفة في الوقت نفسه كونه موسوعة علمية طبية وشرعية أيضا بالإضافة إلى أنه يتحدث 6 لغات وتعتبر اللغة الإيطالية هي لغته الأم حيث إنه يتقنها أفضل من العربية، ولنا وقفة قادمة مع رحلة مراكش.