سعد الحرمل
بعد وصولنا للدار البيضاء وبناء على نصيحة د. مصطفى أبوسعد وتلبية لدعوته الكريمة لزيارة مراكش قمت بالاتفاق على تحديد يوم السفر وكان الثلاثاء، وفي ليلة السفر اتصلت بالدكتور مصطفى للاتفاق على موعد الرحلة معتقدا أنه سيحدد موعدا في الخامسة مساء أو بعد الغداء على أكثر تقدير، خصوصا أن الشمس تغرب في حدود الثامنة ليفاجئني قائلا: انتظرني ما بين السابعة والنصف والثامنة صباحا.
يا إلهي كدت ألغي الرحلة لولا الخجل فقد هربت من النهوض مبكرا للعمل ليعيده لي الدكتور في المغرب.
في يوم الرحلة وفي تمام السابعة والنصف كنت انتظره أمام الباب ولكنه وصل في الثامنة وخمس دقائق فكنت أكثر التزاما منه.
خلال فترة انتظاري له جلست في مقهى قريب من المنزل وتناولت فطوري فيه كنت خلال تلك الفترة أتأمل الشوارع والمباني من حولي ونوعية السيارات والناس وطريقة تعاملهم وهنا علمت مدى مقولة الأخ العزيز الصفار، فالسيارات معظمها أوروبي، والشوارع والمباني حتى المقاهي طابعها أوروبي لدرجة أنك قد تعتقد لبعض الوقت أنك في إحدى الدول الأوروبية ولكن بنكهة عربية كما ذكر صاحبنا.
بعد وصول أبوسعد انطلقنا سويا إلى مراكش في رحلة استمرت 4 ساعات كنت خلالها أحاول الاستفادة من صديقي بقدر ما أستطيع من خلال الحديث معه في مواضيع مختلفة.
وصلنا لمراكش في الظهيرة وبعد الاستقرار على أحد الفنادق تم الاتفاق على أخذ قسط من الراحة ثم اللقاء في البهو الساعة 4 مساء، وهذا الوقت يعتبر مبكرا خاصة أن الحرارة عالية نوعا ما في مراكش ولكن تفاديا للازدحام طبقا لتوصيات المرشد السياحي مصطفى أبوسعد.
في تمام الرابعة توجهنا إلى غرفة الحرف المهنية وهي تعد معهدا أو مدرسة، حيث يقوم كل صاحب مهنة الخراز أو النقاش أو الحداد أو غيرها من تلك المهن بتدريب عدد من الطلبة لديه حتى لا تنقرض هذه المهن من السوق ويتقاضى صاحب المهنة أجره من قبل الدولة، كما يتم عرض جميع ما يتم صنعه داخل هذه الغرفة.
بعدها توجهنا إلى ساحة جامع الفناء والتي تعتبر من أشهر الساحات التراثية في العالم والمحتضنة من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، هناك توجهنا إلى السوق القديم ومن ثم مررنا بمعظم الحلقات الموجودة بالساحة، ما عدا تلك الخاصة بالمشعوذين والدجالين تجنبا للوقوع في الشرك، فتوقفنا عند حلقة صاحب الأفاعي ونقش الحناء والألعاب البهلوانية وحلقات الفولكلور الشعبي، بعدها توجهنا لمواقع الأكل في تلك الساحة والذي يتم طبخه أمامك وتأكل دون أن تخشى التسمم فبدأنا بعصير البرتقال الطازج، بعد ذلك عزمني د. مصطفى على طبق حلزون وشربنا ماءه بعد إضافة شيء من الكمون عليه، ثم ختمنا يومنا بالحريرة والتي يعشقها أبوسعد لدرجة أنه يجعلنا نتناولها ثلاث مرات يوميا (مضاد حيوي).
في اليوم التالي توجهنا إلى منطقة جبال أوريكة والتي تعتبر من أروع الأماكن السياحية، حيث المياه الباردة نتيجة ذوبان الثلوج والجسور المعلقة لتربط طرفي الجبل للوصول إلى المطاعم والجلسات الموضوعة في تلك المنطقة الجميلة.
بعد تناول الغداء عدنا أدراجنا مرورا بمنطقة ستى فاطمة أو فاظمة باللهجة البربرية لنتوجه إلى منطقة اغمات لرؤية قصر المعتمد بن عباد آخر ملوك الطوائف والذي نفي ومات ودفن وزوجته في ذلك القصر، ومن ثم توجهنا الى جناح المنارة في مدينة مراكش ثم إلى قصر البديع والذي كان آخر محطة لنا بعد أن أرهقنا التعب.
في اليوم التالي قفلنا عائدين إلى الدار البيضاء بعد أن أيقنت فعلا بأن من زار المغرب ولم يزر مراكش فإن رحلته ناقصة، لم يسعني في نهاية الرحلة إلا أن أشكر المرشد السياحي (تطوعا) د.مصطفى أبوسعد على هذه الرحلة الشيقة، حقا انه واجهة مشرقة للمغرب.
الأخ العزيز الشيخ سالم العجمي من الأئمة النشيطين في مجال الدعوة ومواجهة الفكر والعقيدة المنحرفين، أهداني مجموعة من إصدارته القيمة تتعلق بأحكام الجنازة ولذة الطاعة وعقوبة المعصية والصيام بالإضافة إلى إصدارين يتعلقان بالحياة الاجتماعية للمسلم بعنوان وليسعك بيتك، والآخر كلمات من واقع الحياة تتضمن نصائح وإرشادات جميلة من هدي الكتاب والسنة، شكرا أبا عمر وجعله الله في ميزان حسناتك.