بقلم: سعد الحرمل
في العام الماضي حينما تم اسناد حقيبة وزارة الإعلام للزميل سامي النصف أرسلت له رسالة نصية مفادها: لا أعلم أأعزيك أم أهنئك. واعتقد بأنني كنت مصيبا في رأيي في ذلك الوقت لأن منصب الوزير لا يصلح للزميل سامي لا لشيء في شخصه الكريم ولكن لأن منصب الوزير هو منصب سياسي غير مستقر ويتعرض لصفقات وتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بالمصلحة العامة، بينما الزميل سامي انسان ينشد الاصلاح والمثالية في تطبيق القانون ومعاملة الجميع بسواسية وهو ما يرفضه واقعنا في الكويت حيث باتت تلك الأمور في مجتمعنا اساطير نسمع عنها شأنها شان العنقاء والخل الوفي، بالاضافة الى كون منصب الوزير في الكويت أشبه ما يكون بكرسي الحلاقة الذي ما ان يجلس عليه الزبون حتى يغادره بشكل سريع ليشغله من يليه لدرجة انني اشعر انه سيأتي يوم يكون فيه نصف شعب الكويت يحملون لقب وزير سابق، وعليه فأنا مازلت انتظر دوري.
بعد ان صدر القرار بتعيين الكابتن سامي النصف رئيسا لمجلس ادارة شركة الخطوط الجوية الكويتية شعرت بالتفاؤل ولم يكن حالي كما هو حينما عين وزيرا، وذلك لانه، أي الكابتن النصف، في الاساس ابن لتلك الشركة وخرج من رحمها يتحدث بلغتها ويعرف جل مشاكلها، بالاضافة الى ان المرونة التي تتيحها الشركة لتنفيذ رؤية الكابتن الاصلاحية وسهولة تطبيقها بخلاف الوضع في الوزارة في ظل التنازعات السياسية والروتين الحكومي المعيق للعديد من الابداعات والابتكارات في القطاع الحكومي، وعليه وبرغم حجم المسؤولية الضخمة الملقاة على عاتق رئيس الكويتية الجديد والتركة الثقيلة التي قبل بها، الا اننا نعول عليه كثيرا في ذلك التحدي والمهمة الصعبة للعودة بالخطوط الجوية الكويتية الى عهدها الجميل الذي كنا فيه نباهي بها أمام أعتى شركات الطيران العالمية قبل أن نصبح مشردين بين خطوط الطيران الخليجية والعالمية وأسرى مطاراتهم لساعات انتظارا للرحلة التي تليها لتقلنا إلى وجهتنا الأصلية، والمحزن في الأمر انه حينما يصدف سفرك على الدرجة الأولى او درجة رجال الأعمال في رحلة طويلة وعلى شركة طيران غير الكويتية تجد غالبية المسافرين من الكويتيين مما يدل على ان الخطوط الكويتية خارج المنافسة في إطار السعر بالإضافة إلى أسطولها المتهالك الذي يخشى الكويتيون السفر عليه نتيجة حوادثه المتكررة وان حاول موظفو الكويتية تجميل الواقع إلا أنه لن يغير من الأمر شيئا، ولك أن تتخيل لو أن كل تلك المبالغ دفعت ثمنا للتذاكر للشركات الأخرى كانت من نصيب الخطوط الكويتية.
زميلنا العزيز نسأل الله لك التوفيق في مهمتك ونسألك الاستعجال في شراء طائرات حديثة بعيدا عن المجاملات لأننا بكل صراحة (ملينا ترانزيت) وسئمنا من اطالة وقت الرحلة وتعبنا، والى ذلك الحين يبقى الوضع كما هو عليه وسنسافر مع الشركات الأخرى.
[email protected]
twitter@al7armal