سعد الحرمل
الديبلوماسي محمد العجمي الذي تعرض للسرقة بعد اقتحام منزله في مدينة بودابست واحتجازه من قبل شخصين مقنعين ومسلحين ببنادق رشاشة مزودة بكاتم للصوت، تم إنقاذه بمحض الصدفة بعد أتى سائق السفارة إلى منزله الذي يسكن فيه في منطقة معزولة بعد أن ظل محتجزا في إحدى الغرف لمدة 14 ساعة بعد أن لاذ السارقان بالفرار.
وإلى هنا الأمر عادي فقد تناولت معظم الصحف الخبر على الصفحة الأخيرة بما فيها «الأنباء»، ولكن يبقى الأمر غير العادي والمؤسف هو تعاطي وزارة الخارجية مع الحدث وتصريحها الغريب والمحبط لوكالات الأنباء حيث أفادت الوزارة في تصريحها بأن الموظف يعمل إداريا في سفارة الكويت، يعني «موديبلوماسي...أشوه» ولا أعلم ما الداعي لمثل تلك الكلمة، وإن افترضنا حسن النية، فهل هو لحفظ ماء وجه الخارجية من التقصير مع أبنائها في الخارج، مع العلم بأن الموظف خرج من الكويت بجواز ديبلوماسي وسيارته تحمل صفة الديبلوماسية، ويمثل سفارة الكويت بصفة ديبلوماسية، حتى عندما تعرض للاقتحام والسرقة تعرض لها بصفة ديبلوماسية، فالمجرمان لم يسألاه إن كان إداريا أم ديبلوماسيا ليتبعا طريقة معينة في السرقة معه، إلا إذا كانت وزارة الخارجية أرادت أن تخيب أمل السارقين بأن تخبرهما أن الضحية لم يكن ديبلوماسيا فهذا شيء آخر.
أمر آخر يجب الانتباه له وهو استئجار منازل في أماكن معزولة في بلدان غير آمنة مثل المجر مع عدم توفير حراسة لأبنائنا خاصة في مدينة بودابست التي تحتل العصابات جزءا لا يستهان به منها، مما يجعل مراقبتهم وسرقتهم أو الاعتداء عليهم مطمعا لتلك العصابات وأمرا سهلا.
أمر آخر عن «الإداري» محمد العجمي والذي التقيته حين كان في سفارتنا باليمن قبل عامين حينها كان هو الوحيد المتواجد في السفارة، حيث كان معظم أفراد البعثة يتمتعون بإجازاتهم وكان هو الوحيد وقتها الذي يمثل الكويت هناك، وكان يقوم تارة مقام القنصل وتارة أخرى مقام السفير في جميع الاحتفالات والمناسبات الرسمية، بالإضافة إلى أنه يتمتع بعلاقات واسعة وطيبة مع معظم المسؤولين، والذي يجعلني أقسم بأنه يمارس المهام الديبلوماسية أفضل من زملائه في سفاراتنا بالخارج.
هذا هو الإداري الذي ورد في تصريح وزارة الخارجية ومنا إلى وزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح.