سعد الحرمل
تحتفل معظم دول العالم غير الاسلامي هذه الايام بأعياد الميلاد (الكريسماس) حيث يطغى اللون الأحمر على معظم تلك البلدان المحتفلة في تلك الايام وهو، أي اللون الاحمر، يرمز إلى دم المسيح حسب الاعتقاد السائد، كما يصاحب تلك الاحتفالات عادة العديد من الالعاب النارية والمفرقعات.
بدا واضحا لي أن إسرائيل تكره المدرسة الرمزية وتنتمي لمدرسة الواقع ولا يعجبها هذا النوع من الاحتفالات باستخدام الرموز، فآثرت أن يكون الاحتفال واقعيا وعلى طريقتها خلال أعياد الميلاد وقامت بدور بابا نويل أو عمانويل كما هو في الديانة اليهودية ليهبط على الفلسطينيين في غزة من خلال الطائرات العسكرية ويهديهم القنابل والقذائف الصاروخية بدلا من الالعاب النارية ليكون الاحتفال هذا العام 2008 أكثر حمرة بدماء الابرياء من الفلسطينيين.
وضع الشعب الفلسطيني في القطاع محزن، فهو ما بين حصار اقتصادي وصراع بين قيادات منقسمة، متناحرة ومتحاربة، متكالبة على السلطة، متهورة مترددة، مختلسة ومخترقة بواسطة بعض العملاء لاسرائيل، مما جعل الوضع أكثر تعقيدا وصعوبة أمام تلك الدول العربية منها أو الاسلامية بل العالمية أيضا والتي ترغب في مساعدة ذلك الشعب إلا أنها لا تعرف أي الطريقين تختار حماس أم فتح؟ وكلاهما مسدود ومتمسك بالسلطة حتى آخر فرد من الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره وهما غير آبهين بما يحل به نتيجة قراراتهما التي يتخذانها بناء على مصالحهما أو توجيهات يتلقيانها من الخارج، وأقصى ما يمكن أن يفعله أي مسؤول في القيادتين بعد كل مجزرة تصريح خطابي ببعض العبارات الرنانة والتي لا تسمن ولا تغني من جوع كما هو الحال في مجزرة غزة هذه الايام والتي جاءت نتيجة قرارات متهورة وغير مسؤولة دونما أي مراعاة لموازين الحجم والقوة بين الفريقين والتي كان ضحيتها الابرياء من الشيوخ والاطفال.
في الكويت وبعد العام 1990 بتنا نعرف تمام المعرفة أن تلك المظاهرات التي تحدث في الدول العربية ويتسابق القائمون عليها للابتسام أمام الكاميرا وكأنهم في برنامج لمسابقات رمضانية رافعين علامة النصر لا تقدم أو تؤخر، لأن كلا منهم في نهاية الامر وبعد أن تنفض المظاهرة سلميا أو بالهراوات أو القنابل الدخانية المسيلة للدموع يعود إلى بيته أو إلى المقهى ليلعب الطاولة أو ينفث أنفاس الشيشة ولا يتعدى الامر أكثر من ذلك في حين يبقى المتضرر يعاني بمفرده، ويبقى الامر على ما هو عليه.
وعلى العرب ان يحرصوا على تقديم الدعم للشعب الفلسطيني بكل الوسائل، خاصة ان المتضررين أكثرهم من الأطفال والنساء.
ونأمل من الله ان يفرّج كربهم ويفك حصارهم، وان يصلح شأن العرب والمسلمين «علشان يصبح لنا شأن».