Note: English translation is not 100% accurate
شيخان الرخاء
الأحد
2007/3/11
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : سعد الحرمل
سعد الحرمل
نحمد الله ان منّ على المسلمين بنعمة الاسلام والأمن والأمان والخير الوفير، وهي نعم تستحق الشكر لما لها من قيمة لا يدركها الا من فقدها، والعياذ بالله، أو من أدركه بعض الخوف والشقاء في أولى سني عمره قبل ان يعم الأمان على العباد بعد الاستقرار السياسي في منطقة شبه الجزيرة العربية بعد مجتمع الغارات والثارات، وخير شاهد على عظم نعمة الأمن دعوة سيدنا ابراهيم ( عليه السلام ) حين دعا ربه حيث قدم الأمن على الرزق كما ورد في الآية 126 من سورة البقرة (واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر) ليتضح للعالم مدى أهمية الأمن في حياة البشرية على مر العصور.
فمنذ عقود مضت من الزمان لم يكن المرء يستطيع النوم دون ان يكون متوسدا سلاحه ومتحسبا لغارة أو غزوة بين لحظة وأخرى، وخائفا على عرضه وماله اللذين قد يكونان عرضة للنهب من قبل الآخرين في حال غفلته، وفي هذه الحقبة من الزمن كان العرب يجتمعون مع بعضهم البعض ويلتفون حول أحدهم ويدعمونه بقوتهم فيكون رئيسا عليهم لما يتميز به من صفات كالقوة والشجاعة والرأي السديد والكرم وقد يكون الثراء عاملا مساعدا في بعض الأحيان وذلك لضعف الحال وشدة الفقر في ذلك الوقت، فتجدهم يجتمعون بمجلسه ويستترون به من الضيف في حال قدومه والعدو عند هجومه.
ولا يقتصر الأمر عليه وحده عند الملمات فكل منهم له دور فيها وقد يكون هنالك من هم أشجع منه وأقوى من بقية الفرسان، ولكن جرت فلسفة الاجتماع الانساني وما تحتاجه من تنظيم للقيادة لوجود مثل تلك المكانة الاجتماعية التي قد تختلف من مكان الى آخر ومن أمة الى أمة، ان يكون هو في المقدمة وان يتحمل جل المسؤولة لما له من مميزات وصفات أخرى تؤهله للقيادة اثناء الغزو أو عند الاقامة كتلك التي ذكرناها منذ قليل، وهي معادلة صعبة قلما تجتمع في شخص، خصوصا في مثل تلك الظروف القاسية التي تظهر فيها معادن الرجال، فتجدهم لا يتسابقون للرئاسة أو الإمارة لما بها من مهام جسام ولا يتقلدها الا من كان أهلا لها، وذلك لأن كل امرئ منهم كان يعرف قدر نفسه، وذلك من ايجابيات تلك الفترة من الزمان الماضي.
اما الآن وفي وقتنا الحاضر، فبفضل من الله ومنة، وبعد ان عم الأمان ديار المسلمين، واستبدلت جهامة الابل وأضعان العرب الراحلين بهدير السيارات والمياسر المرهفات وأصبح المرء منا يمتطي سيارته وينطلق بها من بلده الى أقاصي البلاد، وهو آمن على نفسه وماله وعرضه وهي نعمة لعمري عظيمة ولا تقدر بثمن، وخير دليل على ذلك ما يحدث في أرض العراق الآن، يبدأ بالتفكير في الانتقال للمرتبة الثانية وهي الحاجات الفسيولوجية كالطعام والشراب والزواج وغيرها من الحاجات، بعدها يبدأ في البحث عن المرتبة الثالثة في رأس الهرم الضيق وهي المكانة الاجتماعية والحاجات الثقافية والجمالية، هذا هو واقع الحال لدينا الآن في تلك الفترة فتجد ان احدهم حين يفشل في ان يحمل لقبا يميزه عن بقية خلق الله كالدكتور فلان أو المهندس أو الطبيب الى آخره من تلك الألقاب العلمية لأنه مختلف عنهم حسب ظنه، فأبى الا ان يكون شيخا وبأي وسيلة كانت، ولو اضطره ذلك الى اللجوء لتزوير التاريخ، خاصة اذا ما كان لديه بعض المادة أو النفوذ، وقد يلجأ احدهم الى دفع مبلغ لأحد المحررين لعمل لقاء مصور معه يقوم من خلاله بسرد أساطير من الكذب عن تاريخ اجداده وقد يعرض عليه صورة والده المرحوم مدعيا ان ذلك جده الأول، خصوصا اذا ما كان المرحوم غير معروف وجميع من في عمره قد ماتوا حتى لا تجد من يعرفه ويكشفه، وقديما قالت العرب ليس هناك أكذب من اثنين:
الأول هو من مات معظم من في عمره ولم يبق سوى صغار السن ليستفرد بهم فيسهب في سرد بطولاته وصولاته وجولاته الا انه قد يغفل عن نقطة مهمة وهي وجود الباحثين والمؤرخين المنصفين الذين يستطيعون كشف أمثاله، اما الثاني فهو ذلك الغريب الذي يفد الى أناس لا يعرفونه فيأخذ في تمجيد نفسه وسلالته، الا ان ذلك الأمر لم يعد ينفع الآن في ظل توافر وسائل الاتصالات المختلفة وبعد ان اصبح العالم اشبه ما يكون بقرية صغيرة فتستطيع كشف امره والتأكد من صحة كلامه من عدمه من خلال اتصال صغير أو ارسال رسالة قصيرة.
وعلى فكرة بعض دول الخليج تطلق على رجل الأعمال لقب (شيخ) اي ان الموضوع لم يعد يحتاج الى تأليف بعض الروايات الخيالية أو الى تزييف التاريخ، لذا اتقوا الله وعيشوا واقعكم ولا تتمردوا عليه... عيب.
اقرأ أيضاً