سعد الحرمل
ولأنه دم مـسلم لا يعني لهم شيـئا، قـامت محكمـة العدل الدولـية أخـيرا بإصدار حكمـها الغريب الذي يقـضي ببراءة صربيـا من المسؤولية المبـاشرة والضلوع في تلك المـذابح التي ارتكبت إبان الحـرب في البـوسنة والهـرسك، وهو حكم معـقد إلى حـد كبيـر، وذلك حسب تصريح الناطـق الرسمي باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك، حيث إن الحكم لم يحمل الحكومة الصربية المسـؤولية المبـاشرة، عـلى الرغم من توصله الى ان صـربيا لم تمنع صـرب البـوسنة من ارتكاب جريمة الإبادة الجـماعـية، كـما قـال ايضا: إن محـامي الحكومة الأمـيركيـة يعكفون على دراستـه، أي الحكم.
يعني يريدون تفكيكه ومـعرفـة الشفـرة الخاصـة بهذا الحكـم.
ونحن نقول لك يا عم شـون: هدي أعصابـك وريح ملائكتك أنت ومحامـوك فالدم المهدر هو دم مسلم لا يسـتحق عناء التفكير به، كما ان عـدد القتلى لا يتجاوز المائة ألف من المسلمين (يادوب) ثمانيـة آلاف منهم فقط في مجزرة سـربرينتشا وعدد المهـجرين لا يزيد على مليون وثمانمائة ألف (يا بلاش)، أما لو كان عدد القتلى اثنين من اليهود وعدد المهجرين ثلاثة عـلى سبيل المثال، فالأمـر هنا كان سيختلـف ويستوجب منك أنت والنبلاء من أمثالك في محكمة العـدل أن تقيموا الدنيا والا تقعدوها، وهذا هو باختـصار حل الشفرة التي تبـحث أنت ومحاموك عنهـا، إن كنت جادا في ذلك.
والأمر واضح شـئنا أم أبينا، فاليهـود هم من يديرون دفة القيـادة في العالم وهم من اسـتـحدثوا مـحكمـة جـرائم الحـرب من أجل تحقـيق أهدافـهم بعـد الهولوكوست وهم في الحقيقة من يديرونها بشكل غـير مباشر، وبما ان مهمتها الرئيسية أنجزت، فلا توجد اذن أهميـة لباقي القضايا، ففي الوقت الذي كان فيه رئيس وزراء صـرب البوسنة مـليوراد دوديك اكـثر عـدالة من مـحكمة العـدل الدولية وطالب أبرز المطلوبين من صرب البوسنة للاشـتباه في ارتكابهم جرائم حرب وهما الزعيم السابق رادوفان كـارادازيتش وقائد جيشه السابق الجنرال راتكو ملاديتش بتسليم نفسيهما.
وبالرغم من ان مـحكمـة الجرائم الدوليـة ليـوغسـلافيـا السـابقة اتهـمت كارادازيتـش وملاديتش بارتكاب جـرائم حرب وإبادة جـماعـية وجرائـم ضد الإنسانية وكـذلك ارتكاب انتهاكات خـطيرة لاتفاقيات چنـيف خلال الحرب في البوسنة، إلا ان الاثنين لايزالان طليقين على الرغم من مـرور اكثر من 11 عاما على توجيه هذه التهم، ولا عزاء للمـسلم، فإن قتل وشرد راح دمه هدرا، وإن دافع عن نفسه أو أتى بأي ردة فعل صنف كإرهابي . . عجبي.