Note: English translation is not 100% accurate
كويتي وبس
الاثنين
2007/3/19
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1310
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : سعد الحرمل
سعد الحرمل
للسفر فوائد عديدة تم ذكرها في اكثر من مقام ومقال عبر القرون المتعاقبة وتغنى بها الكثيرون، وقد ذكر فوائد السفر في أشعاره الإمام الشافعي رحمه الله حين قال: تغرب عن الأوطان في طلب العلا وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تفرج هم واكتساب معيشة وعلم وآداب وصحبة ماجد وإلى جانب ما ذكره الإمام الشافعي رحمة الله عليه من فوائد، فقد تظهر لك فوائد أخرى بحكم تغير الزمان والمكان وخاصة اذا ما كان المرء مضطرا للسفر باستمرار لحاجة ملحة او لتجارة او دراسة، ففي هذه الحالة وحين تكون مضطرا لذلك فإنه يجب عليك ان ترفع من معنوياتك (تقص على نفسك) وان تنظر الى الجانب المضيء من كثرة الرحلات كأن تعتبرها سياحة او زيادة في المعرفة والاكتشاف، كل ذلك من اجل ان تهون على نفسك وقع تلك المصاريف التي تتكبدها وانها لم تذهب سدى، لا سمح الله، او ان يكون فيها شيء من المبالغة، خاصة ان كنت مجبرا مثلي على السفر بواقع مرتين في الشهر، (وعلى الدرجة السياحية بدون شك) وفي كل مرة يجــــلس بجانبك شخص مختلف ومن ثقافة مختــلفة.
من فوائد السفر ايضا انه يتيح لك معرفة نظرة الآخرين لك ورأيهم فيك والذي قد تجهله نتيجة تقوقعك وانغلاقك على نفسك، ففي احدى المحاضرات التي كانت خارج البلاد تطرق الحديث الى النقاش عن البشر واطباعهم وصفاتهم السلبية والايجابية، والتفت الي المحاضر وسألني: كيف الوضع عندكم في الكويت؟ فرددت بسرعة قائلا: ممتاز. فضحك ثم نظر الى بقية الحضور وعلق قائلا: لديهم في الكويت discrimination عجيب، اي تفرقة عنصرية.
فانبريت له متصديا لكلامه ومدافعا، فقلت له: ان تلك الصفة موجودة في جميع الشعوب وهي طبيعة بشرية لا يمكنك حصرها في الكويت وشعب الكويت، فهي موجودة في أعرق دول العالم وأقدمها ديموقراطية كالولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وألمانيا وهي ظاهرة موجودة ايضا لديكم برغم مساحتكم الشاسعة، كما اننا في الكويت نعتبر البلد الاول عربيا في الديموقراطية والحرية والمساواة.
ابتسم بعد ذلك ولم يعلق وأكمل موضوع المحاضرة والتي انتهت قرابة الخامسة مساء لأتجه انا الى المطار مباشرة للحاق بالطائرة التي تقلع في تمام الثامنة للكويت.
وفي الطائرة جلست وكان المقعد الذي بجانبي خاليا، بعد قليل أتت عائلة كويتية وأراد افرادها ان يجلسوا متجاورين، ولكن المشكلة هي ان احد المقاعد التي يرغبون بها يعود لسيدة آسيوية، وهنا سألني المضيف بعد ان وقع في حرج شديد نتيجة الإلحاح من قبل العائلة (الحنة) اذا ما كان بالإمكان ان تجلس السيدة الآسيوية بجانبي فأجبته بأنني حتى الآن لم أمتلك الطائرة بعد (باقي قسطين) ويمكنها الجلوس الى ذلك الحين، فتهللت أساريره (المسكين) وشكرني وقمت من مقعدي لتتمكن هي من الجلوس.
بعد ان جلست وجاء وقت الوجبة كان لابد ان امرر لها الوجبة كونها من جهتي فشكرتني وكانت تتكلم العربية بلهجة كويتية وحين سألتها عن السر في ذلك اخبرتني بأنها تعمل في الكويت منذ سنتين، وقبل ان تهبط الطائرة بدقائق سألتني: انت كويتي شنو؟ فأجبتها: ماذا تقصدين؟ فقالت: يعني حضر ولا بدو ولا عيم؟!
استغربت كيف تعلم مثل هذه الأمور (طلعنا مكشوفين) فــــكذبت عــــليها قائلا: كويتي وبس كلــــنا ماكو فرق. وحمدت ربي ان المحــاضر لم يكن على متن الطائرة.
اقرأ أيضاً