سعد الحرمل
بفضل من الله ومنة استطعت أخيرا أن انتـهي من مـشكلة شكلت هاجـسـا ارقني طوال سني عمري المنصـرمة، ففي كل مرة كنت اشـعر فيـها بآلام في البـطن نتيـجة تعرضي لبرد شديد أو لاضطرابات معوية ربما يذهب بي الوسـواس بعيدا لأفـترض انهـا الزائدة الدودية، إلى أن آتى يوم وقع فيـه ما كنت أخشاه ووسوست به طويلا وذلك بعد أن توجهت يوم الجـمعة الماضي لمستوصف الفروانية مساء شاكيا آلاما في بطني لازمتني منذ الصبـاح الباكر، وذلك لأن مـستـوصف منطقة العـمرية لا يتـبع وزارة الصـحــة وإنما وزارة التـربـيـة، فــتــجــده يعطـل ويغلق أبوابه يومي الخمـيس والجمـعة مع المدارس.
بـعد أن فحـصني طبيب المسـتوصف، (الفـروانية طبـعــا)، ولاحظت نظرته المتـشــائمـة، تذكـرت المثل الذي يقـول: اللي يخـاف من العفريت يطلع له، وفعلا طلع لي عفريتي أو بالأحرى عـفريتتي التي كنت أخشاها دائما، وقد تبين ذلك لي بعد أن تم تحويلي لمسـتشـفى الفـروانيـة ووضعـي بغرفـة الملاحظة وحـقني بالمحلول الوريدي الذي نفــد دون فـائدة تذكــر، وظللت مـنتظرا لسـاعتين إلى أن اتضـحت الرؤية وأطلت الزائدة الدودية بطلـعتـهـا البـهيـة ليـتم إدخالي لغـرفة العـمليات مبـاشرة لأودّع بعـدها كـابوسا طالمـا أزعجني إلى غيـر رجعة بإذن الله .
أياما ثلاثة قضيتهـا في المستشفى كشفت لي أن المشـكلة في وزارة الصــحــة وتدني خدمـاتها ليـست في نقص الكفاءات الطبـية ولا في الأجهزة ولا في الدعم المقدم لها، وإنما في كيفـية إدارة هذه الوزارة ومستشفـياتها بطريقـة سليـمـة لتتـم الاستـفـادة من هذه الموارد بشكل كـامل، كـمـا تكشف لي أيضا النقص في الطاقة الاستيعـابية للمستشفى كونه يخـدم عددا كبيـرا من المناطق وإعدادا مــهـولة من المـرضى، هذا بجــانب الزيارة المتـاحة طوال اليـوم ما يتـسبب في إزعاج المرضى بجانب إزعاج عمـال النظافة طوال الليل، لذا نأمل من الوزارة استقطاب الكوادر الفنيــة المتـخــصـصـة فـي الإدارة للرقي بخدماتها، وبالمناسبة فقد تم طرح ماجستير للإدارة الصحـية بجامـعة الملك عبـدالعزيز بجـدة بالمملكة العـربية السـعودية والفـأل لجامعة الكويت.
كل الشكر إلى اسـتـشـاري الجـراحـة بمستشفى الفروانيـة د. عبيد الحربي ولكل من د. فــهـد العنـزي، د. نواف الخليــفـة، د. جـراح العجـمي والى طبـيبـة التخـدير الحسناء منى، كما اشكر مـحمد الفضلي من مكتب الخـدمـات الاجـتمـاعـيـة بمنطقـة الفروانيـة الصحيـة وجمـيع من عادني أو سأل عني هاتفيا.