سعد الحرمل
في العام 2002 كنت في فصل تدريبي خاص باللغة الانجليزية في مدينة بريستول الواقعة غرب عاصمة الضباب لندن. كان هناك معهدان متخصصان في هذا التدريب، كنت في احدهما ولم يكن معي سوى اثنين من العرب أحدهما سعودي والآخر إماراتـي.
في حين يزدحم المعهد الآخر بالعرب، حيث كان هناك ستة طلاب من الأشقاء السعوديين وثلاثة من ليبيا واماراتي وأردني وفتاتان شقيقتان من دولة عربية أتيتا وحدهما، لدرجة ان بعض الطلبة الأجانب كالإسبان والطليان تعلموا بعض الكلمات العربية من الشباب الموجودين بالمعهد (يعطيهم العافية).
من الأشياء التي لفتت انتباهي في ذلك الفصل تلك العلاقة الحميمة بيننا.
وبين الإسبان خاصة، عندما نجتمع في نهاية الأسبوع، كانوا يميلون للخروج معنا في حين كان بقية الطلبة من الدول الاخرى، كل يذهب مع بني جلدته، مما جعلني أجزم بأنه مازالت هناك بعض من الدماء العربية تجري في عروق هؤلاء الإسبان.
في منتصف الفصل نظم طلبة المعهد الآخر (العدو) حفلا مشتركا يجمع المعهدين، توجهت انا وزميلي لمعسكـر الأعداء ووجدنا الاخوة العرب مجتمعـين على طاولة واحدة (أول مرة) ومن بينهم الشقيقتـان اللتـان كنا نسمع عنهما ولم نرهما سـوى في تلـك اللحظـة.
وقد كان بعض الطلبة العرب يتذمر من كونهما أتيتا وحدهما (حمشين)، كانت الصغرى هادئة وخجولة بعض الشيء، بينما كانت الكبرى أقرب ما تكون الى خباز ايراني، حتى في طريقة كلامها وصوتها وطريقة تدخينها، ولم تكن تبالي بأحد كما علمنا لاحقا من خلال الحديث بأنهما تمارسان لعبة الجودو، مما جعل بعض الطلبة يلغي العديد من الافكار التي كانت تدور برأسه ويغير خططه.
في نهاية الحفل تبادلنا أرقام الهواتف والبريد الالكتروني، ومن عادتي اضافة جميع الاصدقاء لدي بالقائمــة (الماسنجـر) وانقطعت الاتصــالات منذ ذلـك الحـين.
في احدى الليالي وانا اتفحص بريدي الالكتروني تصادف وجودي مع الاخت الصغرى وكان اسمها «ود» فأخبرتها بعد الانتهاء من التحية بأنني قـد أزور بلادهم في القريـب العاجـل في مهمـة رسميـة من قبـل العمـل.
وحين سألتها عن شقيقتها الكبرى قائلا: كيف حال اختك «هبة»؟
ردت علي قائلة: عيسى طيب وبخير، اعتقدت بأنها لم تفهمني، وحين كررت السؤال كررت الإجابة ولكن هذه المرة مع التفصيل بعد ان اخبرتني بأن «هبة» فعلا اصبحت «عيسى» بعد ان تم عرضها على الأطباء واخذت الموافقة الرسمية بعد ان حصلت عليها من الاطباء لتتبدل جميع اوراقها الرسمية والثبوتية من «هي» الى «هو» واخبرتني بأنه في حال زيارتي لهما سيقوم هو باستقبالي، وقد زودتني برقم هاتفه النقال لأتصل به حال قدومي، والى الآن وأنا حائر في كيفية التعامل معها أو معه عند المواجهة.
أريد حلا.