هناك شعور يتملكني دائما، ولا أعرف هل يشمل الجميع أم أنه حالة خاصة بي؟ هذا الشعور يجعلني أغضب دائما، حين أشاهد شخصا طيبا وعلى نياته، ويقوم أحدهم باستغلاله، ويتعامل معه بدهاء، من أجل مصلحته، حتى لو كان الأمر مشهدا تمثيليا في فيلم، أو مسلسل، أو حتى مسرحية فكاهية.
ذلك الأمر إن كان مشهدا سينمائيا يجعلني أضع الشخص الطيب في موقع الغبي، ويجعلني أكره من استغفله، وأحيانا أجد نفسي أخاطب شخصيات العمل الفني، وتتملكني رغبة شديدة أن أمثل معهم، من أجل أن «اصفعه» كفا على عينه اليسرى، ليستفيق من خداع من يستغل طيبته.
وبما أننا نعيش في مجتمع يعشق السياسة أكثر من مطبق الهامور، فإنني أود أن أصفع كل من يستغلهم السياسيون للوصول الى هدفهم الخاص، لكنني تراجعت عن هذه الفكرة، لأنني متخوف من تورم يدي، من كثرة الاستخدام على عيون عشرات الآلاف، وأجزم بأنهم لن يستوعبوا تلك التمثيليات.
فمن أجّر عقله للقبلية، أو للطائفية، أو للفئوية، أو لتجار الدين، فلن يستطيع حتى الراكب الآلي في سباقات الهجن، والمبرمج والذي لا يكل ولا يمل، أن يعيده الى رشده، وسيكون حالة حال تلك البهيمة، التي لا تعرف أن الذي يمتطيها ويضربها هو مجرد آلة.
أدام من حرك عقله، ليميز بين من يستغله للوصول الى هدفه، ولا دام من يركبون ظهره، ويجلدونه، ليفوزا بالناموس النيابي.
[email protected]