منذ عرفت سبب مقولة «كلمة حق اريد بها باطل» وأنا أسقطها على كثير من أمور حياتنا اليومية، ولمن لا يعرف القصة فانني سأذكر وقائعها: يحكى أن شخصا طلبه أحد الولاة ليستفسر عن أمر اتهم به، وحين بدأ هذا الشخص بالتبرير قال أحد الحاضرين «لا إله إلا الله عليك» فرد المتهم بتلك الجملة.
المتابع لتصريحات البعض عن مشاكل الكويت وخصوصا المشكلة الإسكانية التي يعاني منها الأغلبية يجب عليه أن يستخدم مقولة الحق والباطل حين يسمع السياسيين أو الذين يحذون حذوهم ممن يطمعون في الترشح لأي منصب عن طريق الانتخاب.
فالتكسب بمطالب المواطنين واللعب على وتر قضاياهم الحقيقية والمنطقية مثل الاسكان هو أفضل طريق تدخل به الى تفكير الناس، فالكل يريد إنهاء تلك القضية ويطالبون بحلها فورا، ولكن هناك معلومة لا يعرفها الا القلة القليلة فقط.
هل تعلمون كم وحدة سكنية (منزل فيلا) في الكويت؟ ولا أقصد الشقق في العمارات أو في المنازل التي تحولت الى شقق سكنية، وقبل أن تنصدموا من العدد فإنني اتمنى أن تكون مقولة «حق أريد به باطل» جاهزة على شفاهكم وان تقولوها لكل من يتكسب بمطالبكم الاسكانية.
منذ أن تأسست الكويت وحتى تاريخ اليوم لم يتجاوز عدد منازلها 200 الف وحدة سكنية منفصلة (حكومية وخاصة)، والطلبات الاسكانية الحالية تجاوزت 100 ألف طلب اسكاني، وسألتكم بالله: من يستطيع بناء كويت جديدة خلال بضع سنوات؟!
أدام الله من قال كلمة الحق، ويبحث فيها عن الحق، ولا دام من يقولها وهو يبحث عن الباطل ويستغل المطالب الحقيقية.
[email protected]