يوم السبت الماضي كتب الزميل العزيز ذعار الرشيدي مقالا ناشد فيه سمو الشيخ جابر المبارك أن ينقذ الجهراء والتي يوجد بها أهم معلم تاريخي قديم وهو القصر الأحمر، وقد وضح زميلنا العزيز استياءه من تحول الجهراء إلى سكن عزاب.
مناشدة الزميل أبو محمد ذكرتني بأحد مشاهد مسرحية «فرسان المناخ» وتحديدا مشهد «بيض الخفقع وفرخ الخعنفق»، فحين طلب الوزير من فرسان ذلك السوق أن ينتبهوا لخطورة ما يفعلونه قالوا له: «سوقنا واحنا أحرار» إلى أن وقعت الكارثة.
ما نتذكره في ذلك المشهد المضحك يتكرر كمشهد مؤلم في الجهراء وفي كل مناطق الكويت، فالعزاب لم يحتلوا تلك المنازل بالقوة، ولكن ملاكها هم من قاموا بتأجير بيوتهم دون مراعاة لجيرانهم وهو نفس مبدأ فرسان المناخ «بيوتنا وبكيفنا».
نحن لا نحتاج إلى تدخل رئيس الوزراء ليحل مشاكلنا التي تسببنا فيها، ولكن نحتاج إلى ثقافة مجتمع يحافظ على بلده من أي ظاهرة ضارة أو سلبية قد تؤثر على المجتمع أمنيا أو ثقافيا أو اجتماعيا.
ظاهرة تزايد العزاب في المناطق السكنية سببها الرئيسي نحن المواطنين، فنحن من تاجر بالإقامات وقد يكون التاجر من سكان المنطقة نفسها التي تعاني من العزاب، فالأولى بنا أن نحارب من تاجر بهم ونحاسب من أجر منزله لهم، لذلك فإن أردنا أن نصلح بلدنا فلنصلح أنفسنا أولا من خلال ثقافة مجتمعية شاملة.
أدام الله من حافظ على وطنه من أي ظاهرة سلبية، ولا دام من يبحث عن مصلحته الخاصة ولا يأبه بمصلحة مجتمعه.
[email protected]