الفزعة بالمفهوم العام هي طلب من شخص للتدخل في أمر يعنيه فقط لحل قضية ما تخصه وحده وقد يطلبها من شخص واحد أو من مجموعة ويكون الإلحاح بالفزعة حسب أهمية الموضوع وعادة ما يكون قبلها مفردة «تكفى» ومن أشهر أبيات الشعر التي يحفظها أبناء الحاضرة قبل أبناء البادية هو بيت الشعر القائل:
(تكفى ترى تهز الرجاجيل
ولولا ظروف الوقت ما قلت تكفى)
قبل حوالي أسبوع كنت في زيارة للمملكة الأردنية الهاشمية وقد تشرفت بقبول دعوة عشاء من أبنائنا الطلبة في مدينة أربد، ومن الطبيعي أن يكون الحديث والنقاش عن الأمور التي تهمهم أو يعانون منها أو يريدونها لتعينهم في غربتهم الدراسية.
لقد كنت أنتظر منهم أن يبثوا همومهم الخاصة كشباب، ولكنني ذهلت حين سمعتهم يطلبون الفزعة لأخواتهم الطالبات الكويتيات في مدينة أربد وإنهاء معاناتهن مع السكن، بل انهم ألحوا على ضرورة وجود سكن للطالبات أسوة ببناتنا الإماراتيات اللاتي يوجد لهن سكن طالبات خاص بهن.
يوجد في تلك المدينة أكثر من 300 طالبة كويتية من مختلف التخصصات الطبية والعلمية نسأل الله لهن ولجميع أبنائنا الطلبة من الجنسين التوفيق والنجاح ليعودوا ويخدموا وطنهم في جميع التخصصات.
معالي وزير التربية أتمنى أن تعتبر هذا المقال هو طلب فزعة يتضمنه بيت الشعر المشهور، فمن فوائد السكن الجماعي لبناتنا الطالبات سهولة حماية سكنهن من قبل نشاما الأردن والاطمئنان عليهن من قبل ذويهن أو من قبل أعضاء البعثة الديبلوماسية الكويتية.
أدام الله الفزعات التي تخص الصالح العام، ولا دام من يفزع ضد مصالح الكويت.
[email protected]