أغلبنا يعرف القصة اليونانية «حصان طروادة» من خلال القصص المكتوبة أو من خلال الأعمال السينمائية ولا أريد أن أطيل في المقال وأشرح قصته ولكن في ذلك الحصان عبرة لمن يعتبر ويفهم وكلي أمل أن تفهموا.
حكاية حصان طروادة كما نعرف كانت قبل الميلاد وقد أدخله البعض فرحا به كأنه انتصار أو مكسب ولكنهم لم يعلموا أن في بطنه كان العذاب والدمار لهم ويوقن الجميع بأن تلك القصة تتكرر يوميا بالطريقة نفسها.
فكم من عائلة على مر التاريخ فرحت بأحد أبنائها ظنا منهم أنه سيخدمهم وسيرفع من شأنهم ولكنه كان مثل حصان طروادة الذي كان يحمل في داخله البؤس والشقاء لهم وربما كان السبب في نهاية أسطورتهم المالية أو السياسية أو الاجتماعية.
ما يحدث أو حدث مع تلك العوائل والمجتمعات وبعض أحصنتها يحدث الآن مع بعض الأسر المهمة في الخليج العربي الذين فرحوا بأبنائهم ممن كانوا يعتقدون أنهم نافعون لهم ولكن فرحتهم لم ولن تكتمل حين يشاهدون ضياعهم وتشتيتهم بسبب أحصنتهم الخاسرة.
المصيبة ليست فيمن كانوا يعتقدون أن حصانهم نافع لهم ولكن المصيبة في الحصان نفسه حين يعتقد أن من يساعدونه ليفكك أسرته سيتركون الأمر له بعد تحقيقه للهدف الذي أدخلوه من أجله واذا تفتهم افتهم، وإذا ما تفتهم يطبك طوب.
فإن كان يعتقد أنهم ساندوه من أجل سواد عيونه فهو واهم لأنهم لن يرحموه وسيفتكون به حين يظفرون به وحيدا دون عزوته والشواهد التاريخية كثيرة لمن يفهم ويتعظ فهل من متعظ.
أدام الله الحصان الأصيل الذي ينفع أهله ومجتمعه ولا دام من يريده الآخرون مجرد حصان خشبي يمهد الطريق لهم لخراب مالطا.
[email protected]