ليس بالضرورة أن يكون الإنسان مثقفا وحاصلا على درجات علمية كبيرة ليكون كلامه حكيما، والدليل أن في الكويت مجموعة ممن يحملون شهادات أكاديمية عالية ويعرفهم الجميع بشخوصهم ولكن حينما يتحدث أحدهم تحس أن «لحاسة منخرها» تفهم أكثر منه بمراحل.
وقد نجد أن شخصا بسيطا جدا ولا يحمل أي وضع وظيفي مهم ولا منصب سياسي ويكون لكلماته تأثير ووقع في نفوسنا كوقع الدروس والحكمة، ويكفي أن أستشهد بقصص بهلول المجنون الكثيرة، الذي لم يتعلم نهائيا والتي تزخر بها كتب التاريخ، مع الخليفة هارون الرشيد حين طلب منه أن يعظه فقال له «تلك قصورهم وهذه قبورهم».
وبما أنه لا يهمني معرفة شهادة قائل أي حكمة أستفيد منها فإن المدعو «مارك توين»، الذي لا أعلم إذا كان يعمل معلم شاورما أو ميكانيكي دراجات هوائية، له جملة جميلة يقول فيها «من الحماقة أن تكره أحدا لأنك سمعت شخصا يتحدث عنه بسوء»، لذلك أطلب أن ترفع عليه قضية لأنه حتما يقصد غالبية الشعب الكويتي.
وفي حال فهمتم الوصف الذي اطلقه «أبو توين» على بعضكم فإن من واجبي التوضيح وان أشرح لكم على من يطلق لقب «لحاسة منخرها» الذي يقال لمن لا تحمل المناديل الورقية لتنظيف أنفها ولا تجد غير لسانها للتنظيف، فإن كان أحدكم يعتقد أن هذا الوصف ينطبق عليه فهو يعرف نفسه أكثر من غيره مع أننا نعرفهم ونشاهدهم دائما ولكن أنوفهم لا تعنينا حتى لو خرج منها بحجم كرة السلة.
أدام الله من كان يريد بكلامه مصلحة وطنه ورفعته، ولا دامت لحاسة منخرها من الكويتيين ولا ما يخرج منهم وفهمكم كفاية.
[email protected]