[email protected]
المراقبة مفردة لها عدة وجوه، حالها حال بعض الناس الذي لديه وجوه كثيرة، فتجده معك بوجه ومن غيرك بوجه آخر، وحتما أنه سيغير ذلك الوجه حسب الهدف أو المصلحة التي يريد الحصول عليها.
لنترك وجوهكم الآن ولنتكلم عن مفردة المراقبة واستعمالاتها المتعددة، فهناك من تجده يقول لك تراقبني بصيغة السؤال، وكأنه شخص لا يحق لنا ملاحظة تصرفاته ومقارنتها مع أقواله، وهذا هو ديدن الكاذبين، وهناك من يقولها بصيغة التحدي وهو واثق من نفسه ولا يخشى المراقبة.
ومن الطبيعي أن تكون هناك مراقبة جميلة ومفرحة جدا وهي مراقبة الأطفال حين يلعبون وخصوصا لعبة السيارات، فقد لاحظت أنهم يقلدون أصواتها، فهناك من تسمعه يقول «عان.. عان» ومنهم من يقلد صوت العجلات، ولكن جميعهم يقلدون صوت المنبه «بيب بيب»، والهدف الأساسي هو القيادة مع اختلاف الأسلوب والوسيلة لأن الأطفال راقبوا الكبار وقلدوهم.
وبنفس الطريقة مع اختلاف الأسلوب، نجد أن هناك من لا يقل عمره عن الثلاثين عاما ممن يدعون المحافظة على شيء ما أو يجاهر بحب شخص ولكنه يسمح لمن يسيء له ويضع لفعلته كثيرا من المبررات، وكأن الآية قد انقلبت وصار الكبار يقلدون الأطفال وبدلوا «البيب» بصوت الـ «....» وفهمكم كفاية.
أدام الله أصوات البيب من أطفالكم، ولا دام من كانت أصواتهم الـ «....».