عندما يكون الجزاء من جنس العمل فليس من حقك أن تغضب ممن يجازيك ويسقيك من نفس البئر الذي كنت ستسقيه منها، فهذا حال الجميع في كل بقاع العالم حتى ان القضايا التي يكون فيها شق جنائي وتنطبق عليها نفس الفكرة تسمى بعرف القانون «دفاع عن النفس».
ويطلقون عليها بالعامية «ما دون الفم إلا اليدين» فهل تريد أن يكتف الشخص نفسه ويترك لك حرية إلحاق الضرر به، فإن وجدتم مثل هذا «المكتف» الذي يطلق عليه وصف لا يهش ولا ينش فأخبروني عنه لأنضم لكم وأمارس معكم هواية البطولة عليه.
في الحياة السياسية الكويتية يحاول البعض إنكار قيام الحكومة بممارسة حرية الدفاع عن نفسها ويريدونها أن تكون مكتوفة ليمارسوا عليها ما يشاؤون من بطولات حتى لو كانت بطولات كلامية وخير دليل ما يتلفظ به البعض في تصريحاتهم التي أجزم أنها لا زالت في ذاكرتكم.
وبما أن اللعبة السياسة أصبحت لعبة الجميع فلماذا يغضب البعض حين يلعبون معهم بنفس الطريقة فالنواب يلعبون مع الحكومة سياسة، فلماذا ينكرون عليها أن تلعب في نفس الملعب وبالطريقة نفسها؟!
ولكل غاضب من طريقة اللعب الحكومي أذكره بأمر يتكرر في كل مباراة رياضية فعندما يقوم الفريق الذي تشجعه بإضاعة الوقت تسميه تكتيكا، وحين يقوم الفريق الخصم بنفس النهج ترفضه وتعتبره لعبا سيئا، فأرجو أن تكونوا منصفين مع من تحبون ومنافسيهم.
وبما أنني استشهدت بأمور الرياضة فسأذكر لكم إحدى صيحات جماهير الكرة العراقية العالقة في الذاكرة حين كانت تصيح «هذا ملعب وذاك ملعب وين ما تريدون نلعب» والواضح أن الحكومة تقول للجميع نفس الصيحة وين ما تريدون نلعب راح نلعب.
أدام الله من آمن بالديمقراطية بكل نتائجها، ولا دام من يرفض أن يدافع أحد عن نفسه بالطريقة التي يريدها.
[email protected]