كنا نتفاخر على كل مواطني المنطقة حولنا بأننا في الكويت «بنينا البشر قبل الحجر» وأن لدينا ديموقراطية ومجلس أمة ليس لهما مثيل، ولكن مع الأسف تفاخرنا أصبح مادة للسخرية لما وصل له وضعنا الديموقراطي المخزي.
الديموقراطية ليست اختراعا كويتيا لا يعرفه أحد قبلنا، ولكنه أمر عرفته الأمم قبلنا بمئات السنين ليكون نظام حكم ترتضيه الشعوب بينهم ونقلناه بيننا في الكويت واقتنع به الحاكم والمحكوم وأصبح منهاجا لنا.
النهج الديموقراطي الذي فهمه البعض بطريقة خاطئة هو حال أي نهج تم تغيير مفاهيمه حسب أهواء من يريد استغلاله لمصالحه الخاصة. ولنأخذ كمثال أفضل منهاج في الكون وهو منهاج الدين الإسلامي والقرآن الكريم الذي أخذ الكثير من الناس تغييره ليوافق مصالحه الخاصة، وأكبر دليل على الفهم الخاطئ للدين هو اختلاف الطوائف الإسلامية بين بعضها حتى وصلت للتقاتل بين أصحابها.
في ديمقراطيتنا هناك من يحاول أن يستنكر عدم تقبل الحكومة الاستجوابات ويضربون المثل بديمقراطية بعض الدول التي سبقتنا بأن لديهم في كل يوم أكثر من استجواب ولا يوجد تأزيم ولكن ما يحدث في الكويت يختلف تماما عما يستنكرونه.
ففي الاستجوابات الكويتية تطبيق تام لمقولة كويتية دارجة «زهب الدواء قبل الفلعة» فالمعروف والمتعارف عليه هو أن يسمع النواب محاور الاستجواب والردود ومن ثم يقرر كل شخص فيهم رأيه فيما سمع.
ولكن الأمر لدينا مختلف نهائيا فقد لوح بعض النواب قبل يومين بأن كتاب عدم التعاون جاهز من الحين وقبل أن يسمع أحد ردود رئيس الوزراء، فهل هذه الديموقراطية التي نريدها ونتفاخر بها على من لا يوجد لديهم مثل ديمقراطيتنا؟!
المصيبة ليست فقط في هذا التلويح، ولكن المصيبة الأكبر أنه كان هناك فعلا عشرة نواب قد وقعوا على كتاب عدم التعاون دون أن يسمعوا الردود، وحينها لا تقولوا ان السلطة تريد الديموقراطية، فالواضح أن هناك نوابا يريدون الديموقراطية التي توافق أهواءهم.
أدام الله ديمقراطيتنا التي عرفناها طوال عمرنا، ولا دامت مطية الديموقراطية للمصالح الخاصة.
[email protected]