هناك مقولة جميلة وسأعتبرها حكمة لا أعرف قائلها ولكنها معبرة جدا وتحكي للواقع الذي نعيشه وانتشر بين كل مكونات الشعب تقول تلك الحكمة «الوقت الذي تمضيه للبحث عن اخطائي اتمنى أن تبحث عن اخطائك وتتجنبها».
فلو بحث كل شخص عن عيوبه وانشغل بها ليصححها ويبتعد عنها لما كان لدينا أي مشكلة نهائيا، واصبحنا المجتمع المثالي الذي يضرب به المثل بين الشعوب، ولكن من يفهم ويطبق هذه الحكمة على نفسه قبل أن يفتش عن أخطاء غيره.
كثيرا ما أسمع شكاوى بعض المواطنين من تجاوز بعض المقيمين لقوانين الدولة، وبوجه نظري أن الموضوع له عدة اسباب أولها يندرج تحت مبدأ شعبي يقول «قال: من أمرك؟ قال: من نهاني» فحين يجد المقيم أن تلك القوانين لا تنطبق على المواطن فسيكون حاله حال المغفور لها بإذن الله الفنانة مريم الغضبان في مسرحية «باي باي لندن» حين قالت «ديرة مو ديرتك (...) فيها» وفهمكم كفاية.
وخير دليل على صحة كلامي هذه الفكرة التي أنصحكم بتطبيقها فعندما تشاهد ابنك يصرخ على أحد العاملين في ديوانك «قهوجي، طباخ، سائق» دون أن توبخ ابنك فثق أنك ستشاهد يوما ما أحد ضيوفك يصرخ عليهم وقد يتجرأ على ضربهم وحينها لا تلومهم فأنت لم تضع حدا لتجاوز ابنك فكيف توقف تجاوز الآخرين، وهم فهمكم كفاية.
أدام الله من بحث عن اخطائه وصححها، ولا دام من يبحث عن أخطاء غيره ليشمت بها...
[email protected]