من أجمل البرامج الإذاعية القديمة برنامج «من القائل» والذي يبحث عن مقولات قديمة أو قصائد شعرية ويخبرنا عن قائلها الحقيقي وعن قصة الحدث الذي بسببه قيلت تلك القصيدة أو المثل ليثبت الأحقية الأدبية لصاحبها.
هناك مقولة قديمة لا أعلم من قائلها ولمن قيلت وما سببها فقد تضاربت الاقوال عن السبب والقائل ولكنها جميلة ومعبرة وتقول «تجمعهم الطبلة وتفرقهم العصا» ولكنني سأستخدمها من أجل وضع حقيقي نعيشه حاليا.
فبعد وفاة المغفور له بإذن الله عبدالحسين عبدالرضا واستشهاد المغفور لهما بإذن الله د.وليد العلي وفهد الحسيني شاهدنا الجموع الغفيرة وصور التشييع التي جمعت كل اطياف المجتمع الكويتي وبجميع مذاهبه الدينية وقرأنا كلمات المشاعر الجياشة بينهم خفت من تلك المقولة عن التجمع والفرقة.
لقد اثبتنا للعالم أننا شعب يجمعه الموت والمصائب ونكون يدا واحدة وهذا الأمر ليس بغريب على أهل الكويت فقد كانت لنا تجارب سابقة في تاريخ الكويت القديم قبل فترة النفط وأثناء أول تهديد عراقي للكويت من قبل عبدالكريم قاسم وفي خطف الجابرية وآخرها فترة الاحتلال العراقي التي وثقت في الصور والقبور الجماعية التي ضمت شهداء القرين رحمهم الله.
كل ما ذكرته لكم عن تكاتف الكويتيين حقيقي ومثبت بدون أدنى شك ولكن الاثبات الذي لا يقل اثباتا عن تكاتفنا هو فرقتنا الدائمة فقد اثبتنا أننا شعب «يجمعنا الموت ويفرقنا السياسيون» وللأسف أن مفردة سياسيين كسبوها بسبب تفرقتنا التي صنعوها للوصول للمجلس.
أدام الله افراحكم التي تجتمعون بها ورحم الله موتى المسلمين ولا دام من يريد تفرقتنا للوصول لأي هدف أو مصلحة حزبية أو طائفية.
[email protected]