لكل شيء طريقة نمو معينة لا يمكن أن تأتي عن طريق الصدفة، ويجب أن يمر بمراحل متعددة، وخير دليل هو نمو البشر، فلا يوجد إنسان خرج من بطن أمه وهو يتكلم ،إلا سيدنا عيسى عليه السلام، وقد بين الله لنا أنه جعله وأمه السيدة مريم آية للعالمين لنعرف قدرة الله عز وجل.
وبما أننا نتكلم عن نمو كل شيء، فيجب أن نبحث عن نمو الخبال عند بعض البشر، وهذا موضوع يجب أن ينتبه له كل إنسان، فالخبال يمر بمراحل متعددة، فليس كل من يتحدث أو يصرّح، حتى لو كان يحمل درجة علمية أو وظيفية ويلبس مثلكم، هو بالأساس إنسان عاقل.
ولنا في قصة الإمام أبي حنيفة مع الرجل الذي كان سببا بمقولة «آن لأبي حنيفة أن يمد قدميه» درس وعظة، فلا تغرنكم أسماءهم حتى لو كان يملك لقبا بالوراثة، فربما كان هذا الخبل أكثر مهابة من الكثير منكم بسبب ملبسه أو درجته العلمية أو الاجتماعية أو الوظيفية وينطبق عليه مقولة «إن سكت جدار وان نطق حمار».
الخبال لا يمكن أن يظهر فجأة، لكن له مراحل لا تكتشف بسهولة، وقد تبدو طبيعية، فكثير منهم يبدأ حياته ويظنه الناس عاقلا ولكن الأيام كفيلة بأن تكشفه، لأن ما بني على باطل فهو باطل، فمنهم من بدأ بمنصب استغله في تجارة الإقامات وبعد أن فقد المنصب الذهبي الذي كان يدر عليه المال بتجارة البشر أصبح يمثل دور المواطن المحبط من الأوضاع حوله.
أتمنى من كل خبل يعتقد أن الناس نست ما كان يفعل، فليتذكر المثل الذي يقول «إذا كنت تأكل التمر ترى حنا نعد الفصم» فقد تغير المثل وأصبح «إذا كنت تدق الإقامات فنحن نعد نقط الحبر»، فلا تلبس ثيابنا وتتحدث عن الفقراء وأنت تتاجر بمن هم أفقر منا.
أدام الله من كان صادقا بما يقول، ولا دام من يتاجر بهموم الناس وفقرهم وهو سبب همومهم وفقرهم.. وفهمكم كفاية.
[email protected]