لا يوجد مخلوق من مخلوقات الله إلا ويبحث عن تحسين وضعه المعيشي فالطيور تهاجر هربا من الأجواء المتجمدة وللبحث عن معيشة أفضل في الاماكن الدافئة وقبل حفر قناة السويس كانت اغلب الحيوانات تقوم بمثل تلك الهجرة وهذا حال الأسماك.
البشر أيضا يهاجرون من أجل البحث عن حياة أفضل في مكان آخر ومن فضل الله أننا في الكويت لا نهاجر من أجل لقمة العيش فقد توافرت لنا في بلدنا الحياة الكريمة من المهد الى اللحد ولكن يوجد بيننا من يحاول تحسين وضعه الاجتماعي من خلال عدة وسائل وهذا الأمر ليس عيبا ولكن عليهم أن ينتبهوا الى بعض الطرق التي يستخدمونها.
بيننا من امتهن الكذب للرزق فتراه يدعي أنه محارب للفساد وحامل لواء الدفاع عن الفقراء وهو يملك ثروة لو وزع ربعها لوجدت العنبر رقم «2» المخصص للمدينين فارغا من نزلائه وهناك من أقام الدنيا وأقعدها للمطالبة بتوفير السكن وحين تدخل بعض المناطق السكنية الجديدة تجد أن فيها بيوتا كاملة تم تحويلها لتكون حضانات للأطفال وفي نفس الوقت تجد الإعلانات المنتشرة عن الإيجارات «مطلوب ولدينا شقق، أدوار، بيوت كاملة» وهذا ما يثبت أن الكثير منهم يدعي الفقر والحاجة وهو غير صادق.
لنعد لعنبر «2» الذي فرغ من المدينين ونضع به الكاذبين وقبل أن نبدأ بوضعهم، لعل بعضهم يرتدع ونخفف من الزحمة الشديدة بسبب كثرتهم، فإنني أريد أن اذكرهم بقول الله عز وجل في محكم كتابه (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون).
لقد أصبح افتراء الكذب سمة واضحة لدى بعض الناس الذين لا يحاسبون على أقوالهم ويحق لهم فيه ما لا يحق لغيرهم استخدام ذلك المكان لنشر كذبهم وسيجدون من يصدقهم معتمدين على من يشابههم بالافتراء والكذب من مبدأ «الطيور على أشكالها تقع» وفهمكم كفاية.
أدام الله من بحث عن صفة الصدق لتكون ملاصقة لاسمه ولا دام من يريد تحسين صورته ووضعه من خلال الكذب والافتراء.
[email protected]