الحجر هو مفردة لها عدة معان ولكل معنى عدة استعمالات، فالمجوهرات تسمى أحجارا كريمة، والصخور تحمل نفس المعنى إن كانت طبيعية أو صناعية حتى لو اختلفت قياساتها وأحجامها، فمنها ما يستخدم للبناء ومنها للحذف ومنها للزينة فليس كل حجر كريماً، وحسب تحليلي الخاص فإن مسمى الحجرة التي نطلق عليها اسم غرفة أخذت من الحجر لأنها تحجب وتحجر عيون الناس عما يدور فيها.
من أنواع الحجر، الحجر الصحي الذي يوضع فيه بعض المرضى الذي يتخوفون من انتقال عدوى مرضهم للأصحاء سواء كان المريض إنسانا أو من البهائم، وهناك الحجر القضائي الذي يقوم به أبناء أو إخوان أحد الأشخاص ليمنعوه من التصرف في ممتلكاته خوفا من تبديدها، وحتما أن الجميع سمع بقصص عن هذا الحجر الأخير.
الحجر القضائي له مبرراته ويقصدون به أن الشخص غير مسؤول عن تصرفاته، وهذا الأمر يقودنا إلى مطالبة بعض الأسر والعوائل وتشجيعهم بوضع أبنائهم تحت قانون الحجر القضائي، بعد أن تبين للجميع أنهم غير مسؤولين عن تصرفاتهم من خلال المقاطع التي يصورونها لأنفسهم ويقومون بنشرها.
قديما كانوا يقولون «ما للمجنن إلا اهلها» وكنا نعرف المجنون من خلال تصرفاته غير المقبولة اجتماعيا وتدل عليه ملابسه الرثة أو المتسخة وكان أهله يمسكونه في بيوتهم حتى لا يفضحهم عند الناس، ولكن بعد انتشار الأجهزة الحديثة أصبح كثير من المجانين يسيئون لأسرهم وهم لا يعلمون.
المصيبة أن هؤلاء المجانين الجدد يعتقدون أنهم مهمون ويبحث الناس عن أخبارهم، ولكنهم لا يعلمون أنهم يقدمون للناس أجراً وحسنات لا يعلمون عنها، فقد أصبح الكثير حين يشاهدون مقاطعهم يضحكون عليهم ومن ثم يحمدون الله ويقولون «الحمد الله الذي عافانا مما ابتلاكم به وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلا» وفهمكم كفاية.
أدام الله من عاد إلى رشده وفكر فيما فعله بأسرته المحترمة، ولا دام من يبحث عن الشهرة بجنونه وخباله.
[email protected]