اللهم يا فاطر السماء والأرض أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او علمته أحدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك، ان تغفر لعبدك البار العم خالد المرزوق، فهو اليوم بين يدي رحمتك. انظر الى صنيع عبدك مع عبادك ـ وأنت سبحانك أعلم بما عمل ـ طوّع دنياه الفانية في فك عسرة المعسرين وتطييب خاطر الأمهات الثكالى وانتصر للمظلومين وأزاح الهم عن المهمومين. كان كالريح المرسلة في اغاثة الملهوف وتفريج الكربات والتشفع عند أولي الأمر لمن كان سيفقد حياته. وأعاد الحق لمن سلبت حقوقهم مستعينا بقدرتك يا ربنا العظيم سبحانك تعلم انه كان شديدا عند قول الحق. لا يخاف فيك لومة لائم.
تجبر على من اعتدى على وطنه وسار في دروب الشوك لكنه لم ييأس من وحشة الطريق، فجاءه النصر من عندك، جعل بلده نصب عينيه، فكل فكرة طرب لها واستحسنها جعلها خالصة لأهل الكويت، فلم يلتفت الى مغريات الأشقاء والأصدقاء الذين تمنوا عليه نقل أفكاره إليهم، رغم ان ما قدموه من عرض الدنيا يوازي أضعافا كثيرة.
اللهم انك تعلم انه لم ينهر يوما سائلا او يرده، فكل من قصد بابه خرج مجبورا مسرورا، لم يكن عبدا للدينار او الدرهم، انما سخر ماله لكل صاحب حاجة فكان كمن لا يخشى الفقر حين تقدم يمينه ما لا تعلم شماله. راعي فزعة لا يجاريه فيها احد، ورجل نخوة يشهد له بها الآلاف، حتى خصومه أنصفوه وأثنوا على مواقفه، قدم ما يملك من مال وأبناء عند الشدة، وجميعنا يعلم ما جادت به نفسه وشيمته في أثناء محنة الكويت الكبرى عند احتلال الجار لنا.
اللهم ان جنتك وجبت لمن شهد له اثنان من أهل الدنيا، فكيف بمن شهدت له دموع الأرامل والأيتام والمعوزين الذين وقع عليهم خبر رحيله كالصاعقة، أو الجمعيات الخيرية والإنسانية بأطيافها وتوجهاتها الدينية والفكرية، ولو نطقت الأرض بما رحبت من مساجد ومدارس ومجمعات ومستشفيات ودور أيتام لشهدت على ذلك.
اللهم غسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم عامله بالإحسان. فكما كان يذكر عبيدك بالخير في حياته فاذكره بالخير والعفو والمغفرة وهو الآن بين يدي من رحمته أرحم من رحمة الأم على جنينها.