كرتنا الارضية تعرضت منذ الازمنة السحيقة في القدم وتتعرض الآن وسوف تتعرض لتغيرات مناخية في المستقبل المنظور منه وغير المنظور، من مسببات هذا التغير حركة الاقبال (مبادرة الاعتدالين) التي هي ملازمة لتناقص الميل الكلي للشمس ومدة هذه الدورة 25725 سنة وبعد نحو 7 دورات وبالتحديد بعد 183000 سنة من الآن، تنطبق الشمس ظاهريا على خط الاستواء فتبقى الفصول على حالها لا تتغير، ونصيبنا نحن سكان شبه جزيرة العرب ربيع دائم.
لكن لا خليج ولا جزيرة للعرب آنذاك فقد عفى عليهما من الزمن نتيجة لعوامل التعرية وعوامل مختلفة اخرى، استنبط هذا الرقم على اساس ان مقدار الميل الكلي في تاريخ الصين القديم كان 23 درجة و50 دقيقة وفي عهد بطليموس الفلكي اليوناني الذي عاش في الاسكندرية حوالي القرن الثاني للميلاد ذكر ان الميل الكلي 23 درجة و35 دقيقة وفي اواخر القرن الثامن عشر كما رصدته الادميرالية البريطانية كان 28 دقيقة وفي مستهل القرن العشرين كل المؤلفات ذكرت انه 27 دقيقة، وفي يومنا هذا 26.4 دقيقة، وهناك طريقة مطولة ادق من تلك بكثير لا يتسع المقام لذكرها، من جانب آخر نحن نعلم ان الحرارة والطاقة في الشمس التي نستمد منها الحياة والنماء انما هي نتيجة افناء ذراتها، ما ينتج عنه برودة سطحها وبالتالي في ذروة هذا التصور تصبح الارض كرة من الجليد وقد يحدث العكس فتغير الشمس من توازنها بتوازن آخر فتكبر فجأة فتستحيل الكرة الى دخان ورماد.
لا أود ان أسترسل في مثل هذه الامور ولكن حسبنا ما حدث بالفعل عندما ضرب جسم سماوي كبير الحجم الكرة الارضية قبل نحو 65 مليون سنة فأثار الغبار الذي غطى اشعة الشمس صار معه سطح الكرة الارضية زمهريرا، ما تسبب في انقراض الديناصورات على الارجح.
دعونا نهدئ من الشطحات ولننظر الى حاضرنا فنحن الآن نعيش (حقبة الدفيئة) او الانحباس الحراري او البيت الزجاجي، نتيجة تصاعد ثاني اكسيد الكربون الى غلاف السماء من اعالي جو الارض وما تنفثه المصانع من ابخرة، هذا الامر يتسبب في ارتفاع حرارة سطح الارض فيؤدي الى ذوبان الجليد في القطبين وبالتالي زيادة في مستوى مياه البحار وهذا من شأنه اغراق المدن الساحلية بل ان الاشد خطورة في ذلك هو ان مياه البحار والمحيطات بسبب ارتفاع مستوى المياه فيها تنفذ وتدخل الى مصب الانهار وربما الى اعماقها، ما يغير من عذوبة الماء، نحن نعلم ان سكان الارض الآن 6.7 مليارات نسمة وان تعدادهم سيصل الى 11 مليار نسمة بحلول عام 2050م، ونتيجة للزيادة في تعداد البشرية وشح المياه فإن مما قاله وزير الري المصري سوف نقطر الماء من البحر، لذلك فإن الشعوب تتقاتل فتقع الحرب العالمية الثالثة ونحن نعلم ان السلاح فيها لن يكون كما في الاولى او الثانية فإما بحرب النجوم او بالتفجيرات النووية المريعة حينئذ يحجب الغبار النووي ضوء الشمس فيحل بنا الشتاء النووي المنتظر حتى ان احد المخططين الاستراتيجيين سئل ذات مرة كيف سيكون السلاح في الحرب العالمية الثالثة؟ فأجاب: لا أدري لكنني اعرف نوع السلاح في الحرب العالمية الرابعة وهو التراشق بالحجارة.
وفي سيناريو صراع النظريات فإن ذلك الأمر لن يحدث، فقبل هذا ستتوصل البشرية مع تقدم العلم والمعرفة التقنية الفائقة الى وسائل حديثة لتحلية المياه بصورة تجارية وفيرة، والمثال على ذلك اما باضافة مواد الى مياه البحر المالحة او التناضح العكسي او بما لم نكتشفه حتى الآن.