سلم ولدهم يا الله
خله لأمه يا الله
قرقيعان وقريعان
بيت قصير ورمضان
عادت عليكم صيام
كل سنة وكل عام
سلم ولدهم يا الله
خله لمه يا الله
عسى البقعة ما تخمه
ولا توازي على أمه
عطونا الله يعطيكم
بيت مكة يوديكم
يا مكة يا معمورة
يا أم السلاسل والذهب والنورة
هذه هي الأهازيج التي كنا نسمعها في منتصف رمضان قبل ظهور النفط، والقرقيعان عادة شعبية رمضانية منتشرة في الكويت والسعودية وقطر والامارات والبحرين وجنوب ايران والبصرة وكلمة «قرقيعان» مشتقة من طرق الأبواب او الطرق على الأواني وموعد القرقيعان ليالي الأسفار في نور القمر وهي ليلة 13 و14 و15 من رمضان فيجوب الأطفال الأزقة والشوارع مبتهجين بهذه المناسبة الرمضانية السعيدة فيضربون الأبواب، وفي طفولتي كنت أشاهد الرجال يمارسون القرقيعان ايضا الا انه حصل خلاف بين الفئتين فمنعت الحكومة الرجال من ممارسة القرقيعان واقتصر القرقيعان على الأطفال فقط اولاد وبنات حيث تلبس البنات فساتين مزركشة بهذه المناسبة او مخيطة من فساتين قديمة ذات ألوان مختلفة ويطوفون بالبيوت ويزغردن، وهم يحملون أكياسا مزركشة ويطلبون من اهل البيت قرقيعانا وهو عبارة عن خليط من المكسرات كالملبس وحامض حلو والنخي والشوفان والسبال وغيرها ويجد في ذلك باعة المكسرات فرصة فيخرجون المكسرات القديمة لتصريفها.
وعادة يذكرون اسم الطفل او الولد الصغير عند اهل البيت. مرت على القرقيعان اطوار كثيرة خلال عقود كثيرة وتغير الحال غير الحال واصبحنا في ضوء الكهرباء فليله كله مسفر والقرقيعان طول الليل تقوم به عدة جهات فصرنا نسمع النادي الفلاني في إقامة حفلة قرقيعان او الجمعية الفلانية أقامت حفلة قرقيعان والميسورون يقيمون حفلة كلها بذخ وترف ونسي الأطفال الأهازيج وصار الطفل تحمله خادمة فلبينية تحمل معها كيس القرقيعان ومسجلة تردد أغاني القرقيعان القديمة حقا صح فينا قول احد الحكماء «الناس بأزمانهم أشبه منهم بآبائهم» فنحن نشبه آباءنا لكننا ننسى زماننا اكثر واكثر حتى الديك صار يؤذن طول الليل.