صالح النغيمش
قد يطرح البعض سؤالا، وهو محق، عن طبيعة العلاقة القادمة بين الحكومة الجديدة والمجلس وهل ستروي ظمأ العطشى الذين يطالبون بتحقيق الأماني؟
أرى ان هذا التساؤل تكمن إجابته في كيفية تعاطي الحكومة مع متطلبات النواب الذين لا يريدون سوى التعامل الصادق من قبل الحكومة، لا ان تحضر الحكومة بكل اعضائها لمجلس الامة وهم غائبون عن المصارحة والمكاشفة مع انفسهم ولا يضعون في أذهانهم انهم يحضرون الى الجلسة ويسمعون ما يقال ثم يعملون ما يريدون، فالحكومة مسؤولة مسؤولية كاملة عن أي تأزيم قادم، تقدم المشاريع وتنفذها وتتجه بشكل مباشر الى الخدمات الشعبية لا ان تدفع المليارات الى مشاريع «لا تسمن ولا تغني من جوع»، فمثلا المصفاة الرابعة ليست اهم من بناء ثلاثة مستشفيات تعالج المواطنين الذين سئموا الوعود من النواب والحكومة معا، انجزوا مستشفى جابر الذي ذهب مع الريح، كما ان صفقة «داو كميكال» ليست اهم من بناء وحدات سكنية تلم الاسر التي تفككت مع ضغوطات الحياة، والغلاء الفاحش، فهناك اكثر من 200 الف مواطن في امس الحاجة لسكن ينعمون به، فالانسان هو اساس الدولة وهو معمرها ومتى ما اكرمته ابدع في عمله، ولابد ان تعي الحكومة ان كرمها مع المواطنين ليس منة، لان الخيرات التي خرجت من هذه الارض لهم ، وهم أمنوا الحكومة في إدارة اموالهم وليس على الحكومة سوى ان تكون امينة، وألا تترك مجالا للصحافة ولا للنواب للقيام بأي دور بطولي يتغنون به، تستطيع ان تقوم الحكومة بدور البطل بل والبطل الأوحد، لماذا تمنح الحكومة لبعض الاعضاء فرصة الظهور تلك فيتوغلون من خلالها لعلهم يصيبون من ورائها نفعا، حتى وان كان ذلك النفع كاميرات وفلاشات ومكروفونات يزمون بها شفاههم او يمطونها.
ان امام الحكومة قرارا مصيريا ترتبط به امور كثيرة وعلاقات شعبية حكومية ستكون لها خصوصيتها متى حدثت وهذه تخرجنا من الحالة التفردية التي اصبحت ثقافة سائدة في عقل الحكومات المتعاقبة الاخيرة.
كما ان طبيعة العلاقة القادمة بيد الحكومة وهي التي تشكل المثلث مع المجلس والشعب، فمتى طبقت القوانين دون محاباة فسيحالفها النجاح حتما وبذلك نكون قد بدأنا سد الفجوات ومقاربة وجهات النظر ولن يبقى للناس ما يعطونه او حتى ما يتنازلون عنه، فهم يعتقدون انهم فقدوا كل شيء، ولابد من استرجاع ولو أي شيء بسيط من هذا الاعتقاد والعمل وحده هو الرافد الحقيقي لبناء مثل هذه الارضية، الكرة اليوم في ملعب الحكومة، وهل ستغير الحكومة من وجهة نظرها وتخفف من هموم الناس بالافعال لا بالاقوال؟
ان زمن المجاملات قد ولى، لان الكلام زاد الفارغين وهوى المتعطلين وشغل الدخلاء الذين ابرقت لهم اللايتات فاعتقدوا أنهم جهابذة زمنهم!
نحن لا نريد الدخول في الدهاليز الوعرة حتى نشغل انفسنا بكيفية الخروج منها وندخل بذلك في نقاش بيزنطي لا طائل منه، نحن نريد تحقيق الطموحات التي بدأت تتلاشى بداخلنا ونعيد ترتيب اوراقنا للبدء بحياة يملؤها الامل.