صالح الشايجي
حديث صاحب السمـو الأمير في اجتماع الأسـرة، كان حديثا يتـجاوز الألفـاظ والكلمـات والحـروف والجمل، هو فـوق ذلك كـــله، هو موقف لا حديث مجـرد، سياسة بلد، وخارطة طريق علينا ككويتـيين أن نحـسن قراءتهـا، وبالذات أصـحاب القـرار والماسكون زمام البلاد في السلطة التنفـــيـذية أو التشريعية، وحـتى نحن كـمـواطنين مـجـردين من كـل صــفـة، إلا صـفـة المواطنة.
إن الالتزام بالوطن يقتضي الالتزام بما يحقق مصالح الوطن.
والسمـو الشخصي للإنسـان على مصالحـه الخاصة والضيـقة وتقـديم مصـالح الوطن عليـها، هـما قـمة الوطنـية واكـتمـال لصلاحيـة المواطنة.
لذلك نتمنى على الجمـيع إدراك تلك الأمور، والتعامل مـعها على اعتـبارها واجبات وطنيـة لا يجب التخلي عنها، وعلى اعتبارها ـ أيضا ـ من مستلزمات الوطنية والتأهيل الكامل للمواطنة.
هذا مـا يجب أن يكون عـليـه وضـعنا في مـقـبل الأيام، وهو الهـدف الذي علينا ـ جمـيعـا ـ السعي إليه راغبين لا راغـمين، ومحبـذين لا مجبرين، وفي طريقنا إلى ذلك الاكتـمال ننبه هواة تعكير الأجـواء والاصطياد في الميـاه العكرة والمتخـصصين في التأزيم وإثارة القـلاقل في الكلام والتشنج في المواقف وتحـميل الأشيـاء ما لا تحـتمله، ننـبههـم إلى ضرورة الالتـزام والتقـيد بالقـواعـد الوطنيـة البناءة، والـتنازل عن رغـبـاتهم في تأزيم الأوضاع انسياقا وراء مصــالحهم الخاصة ورغباتهم المحمومة في الظهـور إن سلبـا أو إيجـابا، مع قلة ظهـورهم الإيجـابي أو عدمه أساسا.
نريد لبـلادنـا أن تنهض من جـديد، وتنـمـو من جـديد، وان تستقبل الشمس كل يوم بوجه ضحوك لا بوجه عبوس!