لا تخافوا من الغيوم السوداء، مهما تكاثرت في سمائكم وسودت يومكم وارعبت قلوبكم، فمن تلك الغيوم المخيفة، توقعوا المطر السكوب واخضرار الأرض وتمايس الورود في صحرائكم.
«الحالكات بباب الشرق تزداد فجدّدي العهد للاشراق بغداد»
ذلك قاله «عبدالله العتيبي» في زمن كان فيه هذا القول يطرب الآذان ويسقي القلوب بالدافئات من الاماني، وامنيات الشعراء وشفافيتهم يجافيها الواقع ويصدمها، وما هكذا اراد «العتيبي» الشاعر، ولكنه الزمن الذي يغتال امنيات الشعراء ويعاكسها، فجنت بغداد وجُنّت وسكرت وعربدت، وزادت الحالكات سوادا، وألحفت الاشراق بالمزيد من المعتمات.
تلك مجرد صورة مستوحاة للاستشهاد بما اريد قوله، فبعد اكثر من ثلاثين عاما ساد فيها الظلام البلاد وتسيد الظلاميون والسراديبيون، مقاعد اهل الرأي والمشورة والامر والنهي، تنقشع سود الغيوم المحبوسة، وتشرق بارقة من نور ـ او هكذا انا رأيتها ـ وذلك بالتحاق الانثى الكويتية، فتاة كانت او امرأة، بالسلك العسكري، تلقي التحية، او تُلقى لها.
وكان العرض الذي قدمته أولئك الاناث في حفل تخرجهن مفخرة تفسد حجج المفسدين الذين مازالوا يحيكون مؤامراتهم وسوسة وهواجس شيطانية ويشحذون سيوفهم ويمسدون حبالهم، لردم الوطن في غبة الجب، ولكن ساء ما فعلوا وانهم لخاسرون.
تلك الكوكبة النسوية البطلة، سيجابهها اهل الشر والشرك بالوطن بألسنة حداد سنوها على حدائد الشر ومسنات الحقد والضغينة والبغض، ولكن حذار ان تستجبن لهم او ان يرعبوكن، فأنتن الاعلى وهم الادنى، انتن الحق وهم الباطل، انتن الماضيات الى الامام، وهم المندثرون، انتن الصباحات الجميلة المشرقة في عيون هذا الوطن، وهم فتائل ذاوية مطفأة.
فيا أيتها الباسلات، لا تكترثن بوصوصة «الزرازير» على سدرة جرداء، ولا حتى تهششن عليها، فما «الزرازير» مما تشتهين، وما هي بمشبعات ولا بمقلقات وان كثرت «وصوصتها»!
لقد اكدتن ان الكويت حية لا تموت، مهما تكاثرت «زرازيرها»!
[email protected]