صالح الشايجي
في لبنان. . تحـصد الجـمال دون أن تزرعه. .
الجـمــال هناك. . لا يتـجــمل إلا بنفسه. . لا يستعير أدوات الزينة ولا يستوردها. . يجمل نفسه به. .
يفتـحون «لام» الملكة. . فـتصـير «ملكة». .
و«نادين» صارت «ملكة» تسـير على قدمين. . وتراها الأعين وتلمسها الأيدي المسموح لها باللمس. .
سعى التاج إلى رأسهـا ليتوجها «ملكة» ولتـتوجـه هي «ملكا» فـمن حل على رأس «ناديـن» الجـمـيلة. . لابد أن يكون تاج التـيـجـان. . وملك التـيجـان. . تاج الجمـال، فيـاله من تاج. .
جـمــال منثـور في كـل مـا تراه العين. . ولم تكـن من فـرصـة للإذن لتعشق قبل العين أحيانا!
الآذان تصمت في حضرة الجمال الأنثوي الصـارخ. . الراقــصـون صـاروا مـجـرد أدوات زيـنة غـيـر مطلوبة. . والموسـيقى العابـثة التي عـبأت أجواء المكان كانت نوعـا من التـخفـي أو إسداء النصح فـي غيـر محله. .
لبنـان يتــداوى منـذ الحــروب والدمــــار والخـــوف والخـطف، بالجمال. . الســاحـات المعــبـأة اصــواتا مبلوعة. . تحـولت بأنظارها الناطقة إلى هناك، حيث موسم قطف الجمال اللبناني. . شاركت بحضـور عيونها وبغـيـاب أجسادها أو أصواتها الممنوعة.
كل لبنـان يهـتـف للجـمــال لان للجـمـال سطوة وسلطانا. . تخـفت عندهما حدة البـشر. . ولان كل لبنان يحـصـد جــمـالا لم يزرعـه. . ولان الجمال مخلوق لبناني. .