صالح الشايجي
عوض دوخي، عبـدالله فضالة، سـعود الراشد، مـحمـود الكويتي، عـبـداللطيف الكويتي، عـثمـان السيـد، عبـدالحمـيد السـيد، شادي الخليـج، غريد الشــاطئ، عــبــدالمحـسـن المهنا، يوسف المـهنا، عبدالرحمن البعيجـان، واحمد باقر. . وأسماء أخرى تسكن الذاكرة الكويتية وتستوطن الوجدان.
تلك أسماء فنانين في مـجال الموسيـقى والغناء والطرب، صنعوا مجدا موسيقيا غنائيا كويتيا، كان مذهلا ومدهشا في زمانه، وعـبقريا من حيث امتداد جذوره إلى قاع التـراث الكويتي الذي فوجئنا نحن به حينـما ألبسـه أولئك العبـاقرة المبـدعون أردية العـصر، فصـرنا نسمـع «الغجـري» و«الحداوي» و«الصوت» و«الخماري» و«السـامري» بأداء جديد وبآلات مـوسـيـقيـة وتوزيع مـوسـيـقي حـديث وبأصـوات استطـاعت أن تكون جيـلا قـويا يربط أسماع أبناء الوقت بتراث الاقدمين.
أنات النهـام الشاكي الـباكي في عـرض البحـر، صرنا نسمعها اصواتا مموسقة تعب من ذلك النهام المتـواري ولا تتعب، وقـرع الطبـول ونقر الدفـوف والمراديس وهز الأكتاف والميـلان المـوقع على فن الصوت.
عشنا في سـتينيات الـقرن الماضي عبـقرية الفن الكويتي على أيدي أولئك الفنانين أصحاب الأسماء المتـوجـة هذه المـقـالة، لماذا نتنكر لـتلك الأسماء وإبداعاتها؟
لماذا لا نعيدها إلى ساحة الغناء الخالية اليوم إلا من بعض الشغب والتلوث السمعي؟ لم يكن حمـد الرجيب واحـمد العدواني واحـمد الزنجباري مضافين إلى أسماء أخرى في جادة الفن الجـمـيل، إلا كـواكب أضاءت أزماننا الكويتـيـة ومازالـت تضيء كلما سـمعنا شـيئـا من غناء ذلك الماضي الجميل.
يا أهل الـفن، ويا من بـقي من أصحاب تلك الأسماء، انتم مطالبون بتـمسككم بإرثكم الجـميل الذي ساهم في تأسيس الكويت الجديدة، وكنتم بما صنعـتموه من أنغام سفـراء الكويت الحديـثة، لم تقدموا أوراق اعتمادكم في القصور، ولكن قدمتموها إلى قلوب الناس وأدخلتم الكويت إليها، فبـقـيت الكويت في تلك القلوب الدافـئة، تحيـة لكم جميـعا، وعودوا لأن الكويت بحاجة إليكم.