صالح الشايجي
لا أدري ولا أعـــرف ولا أعلم، لماذا هـذا التــشـــاؤم والإحـبـاط والقـنوط واليـأس، لدى بعـضـنا من الذين يصـحـون على تشـاؤم ويلوكون الإحـبـاط في يومـهم وينامون على قنوط؟!
وبالذات بين بعض الكتاب ـ هداهم الله وهد أقـلامـهم و«دقـمـهـا» ـ حـتى لا ينشـروا بيننا التشاؤم والإحباط.
لماذا أنتم مـتشـائمون؟!
تفـاءلوا يا إخوتي. . تفـاءلوا! فمـاذا يعني «العجز الاكتـواري» في مؤسسة التـأمينات الاجتمـاعية؟ وعدم قدرة التـأمينات في السنوات القليلة المقبلة على دفع رواتب المتـقاعدين؟! لا شيء أبدا أبدا أبدا والبتة البـتة البتة!
هل يعني أن نتحول نحن المتـقاعدين إلى «طراروة» نمد أيدينا إلى عابري السـبـيل مـرددين عبـارة: «يا الله من مال الله»؟ «مـو مشكلة»!
أو نتـحول الى عمـالة سائبـة غير صـائبة، نحـصد مـا في حاويات القمامة بحثا عما يسد رمـقنا أو ما يمكن أن نبيعه خشية إملاق؟ «مو مشكلة» أو نسرق المناهيل وأغطية البواليع؟ خير إن شاء الله «مو مشكلة»! المهم «الدستور» بخير.
تفاءلوا، ليس ما يدعو للتشاؤم في «بلدنا الحبيب». شوارعنا مـحفـرة وأرصفتنا مكسرة؟! خيـر يعني؟! «مو مشكلة»! مستشفياتنا عطلانة خربانة تداوي السليم فيصير عليلا سقيما؟! أيضا «مو مشكلة»!
فعندنا والحمد لله معـالجون بـ «الرقيـة الشرعيـة» وقراء فناجين الماء والزعـفـران والأدعيـة الصـالحـة، فلماذا الاتجـاه نحـو المستشفيات؟! وكل ذنبه على جنبه! المهم «الدستور»!
تفاءلوا «نحن بخير» و«الله لا يغـير علينا» حكومتنا رشـيدة، ومـجلسنا مـوقـر، لدينا هيـئـات استـشـارية ومجالس «مـتخصصة» وجـمعيات تعاونيـة ومجالس مـحـافظات ومـجـالس أحــيـاء ودواوين و«لجنة إزالة التـعديات» ولجنة للمـحافظة على الأخـلاق، وهناك من يحـرص على نسـائنا، فلا خـوف عليـهن من «لعب كـرة القدم» أو إظهار زينتهن لغيـر بعولتهن، فهن سينلن 205 دنانير شهريا وهن في خدورهن!
لا أدري لماذا هذا التشـاؤم، تفاءلوا مادام «دسـتورنا» بخير، ومـجلس أمتنا أخير وحكومتنا أخيـر وأخير!
فكل شيء يهون إلا «الدستور»، حتى لو تبطل الناس وحرموا رواتبهم التقاعدية المهم «نبيها خمس» وصارت «خمس»! و«الدسـتـور» «حـامض على بوز من يمسـه»! إذن نحن بخير مادام «الدستور» بخير، وليس المهم نحن أو بلادنا، بل المهم ان يكون «الدستور» بخـير! «ما أدري ليش انتوا متشائمين»؟!