- أيها الرجل احذر المرأة الجميلة
-
أيها الرجال.. خذوا حذركم من الجميلات فقط لا غير.. تجنبوهــن.. وتحاشوهـــن
-
سيداتي.. آنساتي الجميلات.. لا تخفن.. ولا تخشين على جمالكن من جمالكن.. وليذهب الرجال الأصحاء إلى الجحيم
-
الصمت حكمة.. عندما لا يكون عندك ما تقوله فاصمت لتكون حكيماً عند من يقدّر حكمة صمتك
حين تنام الجميلات، يرتاح نصف الأرض..
يتكئ الرجال على عظامهم..
تخلد الى الراحة.. نفوسهم..
تهدأ قلوبهم..
تلمع عيونهم بفرح خجول..
تطول قاماتهم..
يصيرون شجرا باسقا مثمرا..
يصبحون كل شيء..
شمسا..
قمرا..
نجوما تتناثر في سماء لا حدود لها..
قال العلماء..
النساء خطر..
لسن كلهن.. بل الجميلات منهن فقط لا غير..
وعلى غير الجميلات.. الامتناع عن المباهاة بخطرهن.. فهن منطقة خضراء.. لا حمرة تشوبها.. ولا اسلاك شائكة تحيطها.. هن منطقة خالية من الألغام.. والأوهام.. والاحلام..
فيا أيها الرجال.. خذوا حذركم من الجميلات فقط لا غير..
تجنبوهن.. وتحاشوهن.. وحاذروهن..
حافظوا على صحتكم.. بالامتناع عن التدخين.. وتجنب الجميلات..
ذلك.. ليس تحريضا مني ضد النساء الجميلات.. ودعاية لغير ذوات الحسن والجمال والدلال.
لست ضد الهيفاوات.. الغيداوات.. الناعسات.. الكاعبات.. الناهدات..
خيزرانيات الخصور.. لؤلؤيات الثنايا.. الفارعات.. الباهرات..
لست أرفع راية الخطر السوداء.. حول «نانسي» وصويحباتها من الطافحات فتنة.. ورقة.. وجمالا..
ولكن العلماء.. هم القائلون.. وهم المحذرون..
يقول العلماء.. ان النساء الجميلات يشكلن خطرا على الرجال.. وان وجود رجل لمدة خمس دقائق فقط.. قرب امرأة جميلة.. يزيد معدل هرمون الاجهاد في جسم ذلك الرجل «المسكين»..
وتلك النتيجة.. خرج بها العلماء.. بعد تجارب عملية اجروها، واثبتت تلك النظرية.. والتي تؤكد خطورة المرأة الجميلة.. على صحة الرجل..
فهل ستنقلب الحال في سوق النساء.. بعد هذه النظرية..؟
هل سيسعى الرجال الى الدميمات من النساء.. او غير الجميلات.. ضمانا لصحتهم..؟!
هل ستتغير مواصفات الزوجة المطلوبة..؟!
فبعد ان كان جمال المرأة.. هو البند الاول.. وربما الشرط الوحيد الذي يشترطه الرجل في الزوجة المطلوبة.. سيكون طلبه او شرطه.. ألا تكون جميلة..؟!
هل ستبور سوق الجميلات.. وتنتعش سوق سواهن ممن لم يتوفرن على جمال او ملاحة او نضارة..؟!
أنا لا اعتقد ذلك..
ولا اظن ان الرجال.. سيتحاشون الجميلات.. ولن يتجنبوهن..
فمن قال ان الرجل حريص على صحته.. اذا ما كانت الجميلة هي التي تهدد تلك الصحة..
ان الرجال.. او كثيرا منهم.. «يروحون فدوة».. او يقدمون انفسهم فداء للحظ فتاك.. وثغر باسم.. وشعر فاحم.. وقوام أهيف.. و«عجبت لخالٍ يعبد النار دائما.. بخدك لم يُحرق بها وهو كافر»..
الأصحاء.. إلى الجحيم
فيا.. سيداتي.. وآنساتي الجميلات.. لا تخفن.. ولا تخشين على جمالكن.. من جمالكن..
كنّ جميلات.. وكفى.. وليذهب الرجال «الأصحاء» الى الجحيم..
«أوان» الصمت
قد يكون «الصمت» حكمة..
أو هو ـ فعلا ـ حكمة.. بلا ريب
عندما لا يكون عندك ما تقوله.. فاصمت لتكون حكيما عند من يقدّر حكمة «الصمت»
صمت «أوان»
صمتت جريدة «أوان»..
فهل كان صمتها «حكمة»..؟!
أم أن الحكمة في ألا تصمت..
ذوو الآراء المعلبة.. المحفوظة على الأرفف..
ذوو الآراء المستعارة.. الذين لا يجتهدون.. ولا يحكون رؤوسهم لتتولد لديهم حكمة.. بل يكتفون برأي سائد سائر تتداوله العامة والدهماء والسوقة.. وابناء الحواري.. والجواري.. وابناء الجوار والسابلة.. وممن تقطعت بهم سبل الأفكار..
أولئك المستعيرون آراء غيرهم.. سيسارعون بذرف الدموع وشق الجيوب.. ولطم الخدود.. والولولة.. والبلبلة.. ليقولوا.. إنها كارثة.. وبلاء.. وسوء مصير للثقافة والرأي والكلمة..
سيندبون.. ويقضمون أظافرهم.. ويعضون أصابعهم.. ويدمون نحورهم..
وربما غالوا في الغي فأقدموا على الانتحار.. انتصارا للكلمة وسوق الكلمة وحال الصحافة في هذه البلاد التي لا تصون صحائفها ولا صحفها.. وعلى حال الكلمة في هذا البلد الذي لا يقيم وزنا لقيمة الكلمة والرأي.
أسماء وأسماء وأسماء
اغلاق.. أو توقف جريدة «أوان» لا اراه حدثا ذا اثر على شاشة الحياة بقدر ما أراه امرا فرديا وليس بحاجة الى تفسير أو تحليل.. يحفل تاريخنا الكويتي.. مثل كل تاريخ آخر.. بصحف صدرت ثم توقفت..
فأين.. وأين.. وأين..؟
أين مجلة البعثة.. ثم «البعث».. و«كاظمة».. و«الشعب».. و«الفجر»؟!
أين عبدالله الجاسم وحمد الرجيب وأحمد السقاف وعبدالحميد الصانع ويعقوب الحميضي وخالد خلف وداود مساعد ومجرن الحمد.. ويعقوب الرشيد؟!
بل أين عبدالعزيز الرشيد.. صاحب أول مجلة كويتية؟!
وأين.. وأين.. و«أينات» كثيرة.. لم تعد الذاكرة تتساءل عنها.. إلا عمن لا يزال عالقا بطرف منها..
تلك كلها اسماء لصحف.. وصحافيين.. أصدروا صحفهم من مالهم الخاص.. وساروا في ركب الصحافة.. فحين فشلت مشاريعهم.. لم يفشلوا هم ولم يخجلوا من فشلهم.. فلم يندبوا ولم يقيموا سرادقا لعزاء «الحرية» و«الرأي» و.. الكلمة..
قرار حكيم
لم أكن من قراء «أوان»، ولا ابالغ اذا ما قلت لم اقرأ عددا واحدا منها.. إلا لماما، وما تضعه الظروف تحت عيني أو بين يدي لا استهانة بها.. ولكن هكذا شاءت ظروفي..
ورغم ذلك.. فإن ما كنت اسمعه عن «أوان» انها صحيفة مهنية وممتازة وربما هي من صحفنا الجديدة الأكثر التصاقا بالروح الصحافية كما ان وجود «محمد الرميحي» على رأسها يتوج ذلك الرأس لما لـ «الرميحي» من باع طويلـــة في عالم الفكر والصحافة والثقافة..
ولكن توقفها.. وكما قيل كان لأسباب مالية.. هو قرار حكيم.. لأن الصحف المهنية.. لم تعد تلك الصحف العقائدية الخاوية الصفراء التي لا تسر عينا ولا تغني عقلا ولا تبهج نفسا..
الصحافة الآن.. غدت مشاريع تجارية... تحمل مهنية.. وتنطوي على حرفة وفن وجذب..
وصحيح أن الصحافة لابد أن تحمل فكرا ورأيا واتجاها وصدقية.. ولكن كل تلك يجب أن يحتويها صندوق ساحر زاه يحوي المتعة إلى جانب ما يحويه من آراء وأفكار.. وإلا فإن القارئ سينصرف عنها.. وقبل القارئ وأهم منه.. المعلن الذي لولا أمواله.. لما صدرت صحيفة.. ولا طبعت مطبعة ولا كتب كاتب ولا رسم رسام.. ولا صور مصور.
ميتة رغم الحياة..
إن الصحف التي تصدر دون أساس مهني صلب أو لتحقيق غايات ضيقة.. لا تغني ولا تســمن ولا تســــد نهم قارئها..
هذا إن كان لها من قارئ.. وهي غالبا بلا قارئ.. لأنها بلا معلن.. والإعلان هو المغذي الحقيقي للصحيفة، وهو الذي يدل على سلامة مهنيتها وارتفاع مستواها.. وقدرتها على اختراق المحصنات.. والمحميات والوصول إلى القارئ بسهولة ويسر..
إن كل ما نقولـــه.. أو يجــــب ان نقولــــه ونحن نــــودع «أوان» وأي صحيفة أخرى ستتوقف ـ قريبا أو بعيدا ـ وداعا وإلى رحمة الله.. وشكــــرا لمن اجتهــــد في إصدارها.. وحاول ان يجعل منها رافدا للكلمة الصادقة.. فإن أخفق في أن يجعلها كذلك.. فالحقيقة ان الإخفاق وارد ولا بأس في ذلك.. فليس من طريق مضمون.. ففي كل أمر من أمور الحياة ثمة احتمالات قائمة.. وعلى رأسها الفشل والنجاح.
والذي أخفق أو فشل فيما يخص جريدة «أوان» هو ليس مهنيتها أو حرفيتها.. بل هو المزاج العام الذي لم يتقبل الصحف الجديدة إلا ما ندر.. وما ندر لا يتجاوز الواحدة أو الاثنتين.. وكل ما خلاهما معرض للتوقف الجبري.
[email protected]