يحرضون على الكراهية والانانية والفردية، وحين تتجمع في صدر صبي ويترجمها الى قتل، يحاكمونه ويحاسبونه على خطته، وينكرون عليه جريمته!
ان قاتل الفتى الطالب «عمر» الذي قضى بطعنة من زميل له على مقاعد مدرسته، نفذ جريمة دفعه اليها المجتمع ككل.
تساوى الجاني بالضحية والمجرم بالبريء، فكلهم ضحايا وكلهم ابرياء، وكلهم نتاج هذه الثقافة الانعزالية الشديدة البغض للآخر، ثقافة العنصرية والنبذ والاقصاء والتعالي والخطاب المتشدد الداعي الى التدمير وانزال العقاب بمن لا يرعوي ولا يطير في فضاء صاحب الخطاب ومعتلي المنابر وسدنة حكمة الانغلاق والتشدد وتحضير الخطـــاب الاخــروي وتحقير الدنيـوي.
ضحايا حكومة او حكومات غير رشيدة، ومتهاونة تتسامح مع المتهورين والمتشددين والمتطرفين وارباب نظرية القتل والعزل والعنصرية والتفاضل القبلي والاجتماعي، وهم ـ ايضا ـ ضحايا دار الشعب او مجلس الامة والذي يقوم في قوائمه كلها على الخطاب ذاته، بل ويباري الحكومة وغالبا ما يبزّها في ذلك المضمار القاتل.
«عمر» ضحية، وقاتله ضحية، مثلهما مثل تلك الفتاة التي طاردها اخوها في احد المجمعات التجارية شاهرا سكينه يروم قتلها، لانها كانت سافرة! هذا الاخ ايضا ضحية لتلك الثقافة التي تقرن شرف المرأة بدينها وبحجابها!
وقبل اسابيع جرى ما جرى في الجهراء، حين تم الاعتداء على شرف الدولة وديس دستورها وانتهكت قوانينها على ايدي مجموعة من حملة سيوف القيامة، وابطلوا حفل السريلانكيين!
فماذا فعلت الحكومة تجاه ما تم ودفاعا عن شرف الدولة الموكل اليها الدفاع عنها؟ لا شيء طبعا! وماذا فعل مجلس الامة ودستوريوه، ايضا لا شيء!
اذن لماذا نستغرب ان يُقتل «عمر»، وان تطارد فتاة في مجمع ونصل السكين اللامع يشتهي دمها؟!
ان تلك كلها نتائج تلك النظريات، وحصاد ما تم زرعه ومازال يزرع!
اليوم «عمر» وغدا أعمار ستخطف سريعا، والقتلة هم هم طلقاء يسرحون!
[email protected]