صالح الشايجي
حـينما تضـيق المسـافة بين الحـقد والبـلاهة والانحطاط لدى شـخص مـا، فإن هذا الشـخص يتساقط سريعا في مستنقع الدناءة والدونية.
«الخــدام» أو «عبد الحليم خـدام» جــلاد وسمسار ولص ونصاب ومـحتال، سافك للدماء مستـبيح للأعراض، استغلالي، انتـهازي، خرج إلى الحـيـاة على قارعـة طريق اقـرع عـريان لا يكسـو عظامـه سـوى جلد أبلق، يشـارك القطط والكلاب السـائبـة وجـرذان البـواليع لقـمتـهـا الملوثة، وعرض كـل ما لديه للبيع، فلـما لم يكن مما لديه ما يسـتحق الشراء، عـرض ذاته للبيع في أي ســوق تبـاع فــيـه الأعــراض والذوات النجسة.
«خـدام» هـذا خـرج قــبل أيام على شــاشـة تلفزيون «الحقد اللبناني الأسود» لا ليتحدث عن سواد ماضيه ولصوصيته، مستغفرا معتذرا، بل راح يخـبط بنا، بالكويت التي كم اوته وكـستـه وسترت عوراته المثقوبات.
قـال ـ لا حـمى الله لـه عـرضـا ولا صـان له لسانا ـ أن أميركا لم تشكل قوات التـحالف عام 1991 إلا من اجل إعادة «أسرة الصـبــاح» إلى عروشها.
قول لا تقولـه إلا كلاب مسعورة تتـغذى على لحس مؤخراتها، لم يقل أن الاميركان لم يشكلوا قوات التـحالف من اجل إعادة الشرعـية ونصب ميـزان الحق وإنهاء شـريعة الغـاب التي حاول سيده «صدام» سنها، ولم يأبه بأن الكويت دولة قائمـة مكتملة الأركان، فيـها شعب ومؤسـسات فاضت عليـه خيرا كثـيرا، ووطدت حكم سنوات طوال، لا لم يقل ذلك الذيل النجس شيئا من هذا، ولم ير في الكويت إلا أسرة حاكمة!
«خدام» هو بقية من صــورة مأساوية بشعة نتنة، سـادت في عــالم العـرب وآخـذة الآن في الانقـراض، وان لم تنـقـرض وتتـوار فـلابد من فـعل ذلك، لا لـيـد حـرة تمتـد إليه في جـحـر النجاسـة الذي يقيم فيه، حـتى تلقنه آخر درس قـد يتـعلمـه في الحـيـاة، وهو أن يموت دوسـا بالأقدام.