صالح الشايجي
الليبـراليون واليـساريون والتقـدميـون والانفتاحـيون، يصنفـونني على أنني مـتـخلف مـتخـشب رجـعي ارتوازي اكـتـواري!
والـيـمـينيـون والـدينيـون الوسطيــون منهم والمعتـدلون والمتطرفون، يعتـبرونني كافـرا مارقا تغريبـيا تخريبـيا!
والكويتـيون التقليـديون من جمـاعة «الدواوين» و«كـوت بوسـتة» و«من أساك الله بالخـيـر»، ورواد المآتم والأفراح، يعدونني خارجا عن «عاداتهم وتقاليدهم» لا أؤمن بصلـة الرحم ولا بمجــتـمـع الأسـرة الواحــدة والعــزوة و«الطايفـة» والقبـيلة، و«الممـوش» و«الهريس» و«دقـوس الصبار»!
أما القـوميون والعـروبيون وجماعـة «وحدة ما يغلبـها غلاب»، و«حنا لـلخيل للخيل، وحـنا لليل لليل، وويلك ياللي تعادينا ويلـك يا ويل»، فأنا في نظرهم عمـيل خائن مـأجور مستعرب والدماء العربية النقية لا تجري في عروقي، وإنني لست ممن قصدهم الشاعر بقوله:
إذا بلغ الفطام لنا صبي. . تخر له الجبابر ساجدينا ونشرب إن وردنا الماء صفوا. . ويشرب غيرنا كدرا وطينا وهم مازالوا ينتظرون ذلك «الصـبي» حتى يبلغ «الفطام» لتـخر لهم الجـبابر سـاجـدينا، وأنا أؤمن بأن أكثـر من ألف وخمسـمائة سنة كافية ليـبلغ ذلك «الصبي» الفطام، ولكنهم على عكس نظرتي يصرون على أن «صـبيهم» لم يبلغ الفطام حتى يومنا هذا رغم مرور أكـثر من خمسة عـشر قرنا، ورغم أن الحفـيد رقم «777» لذلك الصـبي قد مات عـن مائة سنة أو يزيد قبل أربعمائة سنة!
المتفـرنجون اللاوون ألسنتهم والناطقـون بغير العـربية من جماعة «شكسـبير» و«شوكبير» و«فولتـير» و«موليير» و«مــادونا» ينظرون لـي على إنني أعــيش زمن مــا قــبل الاكتشـافات الحجرية والطبـاشيرية، وإنني إنسان مـتحفي غير صالح للحياة في الألفية الثالثة. . !
وصـفت نفسي مـرة بـ «الخنزير» ـ شكـلا ـ فاحـتج عليّ «بعـضهم» لأنني خـرجت على المفـاهيم الدينية التي كـرمت «بني آدم»، لـذلك الســـبب ـ فــقـط ـ ولم أكن أنا المـهم في نظرهم. . !
«أروح لمين»؟! . . لست أدري. . !