من «الكويت» الى «سنغافورة» مرة واحدة وفجأة وبغتة وعلى حين غرة، ودون تمهيد وتضبيط وتبـليـط وتعبيـــــــد وتسليك وترصيف وتوصيف!
يا للهول.. يا للهول..
السيدة «وزيرة التربية والتعليم العالي» حماها الله وحمى وزارتيها، من كل عين حاسدة ونفس حاقدة وفكرة ناقدة، لم تتحسب للخطر المحدق بنا أو الذي سيصيبنا حينما تنقلنا نقلة واحدة ودون تمهيد الى «سنغافورة»! حيث انها ـ حفظها الله وحماها ـ راحت روحة الى «سنغافورة» ومعها او في معيتها وفد تربوي عالم ببواطن الأمور ودقائقها ورقائقها، وذلك من اجل الاستفادة من التجربة «السنغافورية» في التعليم!
ليت وزيرة التربية ترفقت بنا وترققت وأشفقت علينا من المفاجأة والنقلة الحضارية الفجائية، حين تنقلنا من نظامنا التعليمي المتخلف جدا جدا جدا.. الى النظام التعليمي السنغافوري المتقدم جدا جدا جدا! فيكفي ان «سنغافورة» - بحد ذاتها ـ هي معجزة حضارية، بالكاد نصلح نحن الكويتيين سياحا فيها، اما ان ننقل تجربتها التعليمية، فدوننا ودون ذلك «فرط القتاد» و«إدخال الجمل في سم الخياط» ـ كما تقول العرب ـ وأرجو ان يقوم دهاقنة اللغة العربية وأساطينها في وزارة التربية بشرح المعنى!
ليت «وزيرة التربية» ترفقت بنا، وابتدأت سلم الرقي من أوله، ابتداء بالتجربة «الصومالية» وبعد ان يشتد عودنا وتتفتح عقول أبنائنا على الاستفادة من التجربة الصومالية تنتقل بعد ذلك الى التجربة السودانية، وبعدها اليمنية حتى تنهي التجارب التعليمية لدول العالم الثالث كلها، وبعد ان تتأكد من بلوغنا هذا المستوى، يحق لها آنئذ أن تحاول الارتقاء بنا الى التجربة السنغافورية! ذلك أعدل وأزكى وأصدق وأكثر أمانا! حتى لا يصيبنا الاختلال الحضاري في مقتل!
يا سيدتي الوزيرة، هل بلاد يُسأل طلبتها عن «حكم زيارة القبور» و«سب الصحابة» قادرة على الانتقال الفوري والسريع الى تجربة التعليم السنغافورية؟!
[email protected]