كنت ـ ومازلت ـ أكن اعجابا وافتخارا ببعض بناتنا، وبالذات في مجال الكتابة، وكنت ـ ومازلت ـ فرحا بنجاح أربع منهن في دخول المعترك البرلماني، وأسعد لكل خير تصيبه المرأة في بلادنا، ولكل موقع تحتله، فأنا مجرد من كل احساس بالفرق بين الرجل والمرأة، وأتمنى ان تحتل المرأة اكثر المواقع في البلاد.
ولكن الايام ـ بحوادثها ـ تكشف لنا سوءات وسيئات وعيوبا كان يغطيها الرجاء والامل وحسن الظن والثقة، ولقد كشفت لنا حادثة «خالد الفضالة» وقبله «محمد عبدالقادر الجاسم» شيئا من تلك السيئات والعيوب، وبالذات فيما يخص المرأة ووجودها في ذينك الحدثين.
ان القراءة الخاطئة، تؤدي ـ بالضرورة ـ الى نتيجة خاطئة، وان كنت لا استكثر على الرجال قراءاتهم الخاطئة، فإنني استكثر ذلك على النساء، وبالذات ممن كشفن عن قدرات ومواهب ومواقف ونضوج عقلي، ليس سهلا معها انجرافهن مع التيار والسير في موكب المولولين وذارفي الدمع الكذوب.
هنا اشير الى موقف «اسيل العوضي» عضو البرلمان وقولها متسائلة: ما الذي يستفيده الشيخ «ناصر المحمد» من حبس «خالد الفضالة»؟! واشير ـ ايضا ـ الى كتابات ومواقف «ابتهال الخطيب» و«لمى العثمان»، فهؤلاء الثلاث وغيرهن كنا نعول عليهن ونضعهن في موضع الثبات وفهم الواقع المزري في بلادنا والصمود حيث هن معارضات لواقع البلاد، لا لقشورها السياسية فقط، وتلك الهشاشة التي يريدنا الآخرون ممن يقفون في الصف المضاد، أن ننجر إليها وننشغل بها لتصبح هي قضيتنا التي نستبسل في الدفاع عنها، متناسين الاسباب التي ادت اليها، ومنشغلين عما يجب علينا فعله لتحرير البلاد من قوانين الاستعباد والمستعبدين الذين خلت امامهم الساحة، بفعل تراجعنا وتخاذلنا والانشغال بما يرمون الينا من عظام نتلهى بها.
ان «محمد عبدالقادر الجاسم» و«خالد الفضالة» وغيرهما، ليسوا هم قضيتنا، اذا ما نحينا الجانب العاطفي والانساني والشخصي، بل ان قضيتنا هي محاربة قوانين الاستبداد وتغيير الهياكل السياسية القائمة في البلاد والتي اعطت من لا يملك ما لا يستحق، واعني تسليم تيار الجهل والتخلف والاستبداد مقاليد البلاد يسنون لنا من قوانين العبودية ما يشاؤون، فلا ننتفض ولا نتحرك، ولكن نهب وننتفض اذا طالت يد القانون فردا واحدا.
ولا ادري كيف زلت «اسيل» تلك الزلة، بذلك التساؤل البريء، حول استفادة الشيخ ناصر المحمد من حبس «خالد الفضالة»، وكأنما هو القاضي الذي اصدر الحكم، وليس هو المجني عليه.
علينا ان ننصر اخانا مظلوما، فأما ان كان ظالما، فننصره بمنعه من الظلم، لا ان نناصره بظلمه ونزين له فعله.
وانني لعلى يقين، بأنه لو كان «الجاسم» او «الفضالة» خارج تياركن، لما طرفت عيونكن طرفة واحدة، بل ربما عبتموهما ومططن شفاهكن متلمظات بـ «قلقهم»! وليست حوادث «أبورمية» و«الطاحوس» و«خليفة الخرافي» ببعيدة!
فاتعظن وتعقلن ايتها الفاضلات، وعدن سريعا الى صفوفكن ومواقعكن ولا تنشغلن بالتوافه وصوبن سهامكن صوب الصدور التي تستحقها!
[email protected]