- حقيقة «كشفوا سر الهوى».. وشاعرها المبدع جمال الساير
- العدنيات موجة غناء انتشرت في الكويت وأبرز نجومها خان والماص والطراروة والعريفان
- أشهر أغنية عدنيـة كويتيـة صــاروا ينسبـونهــا إلـى الفلكلـور وينسـون صـاحبهـا
- وزيــر الصحــة د.هــلال الســاير يستحــق الشكـر
نتزاحم على درب الحقيقة .. كلنا
حفاة عراة...
شعثا غبرا...
أو مزهزهين متطيبين متعطرين بالعود والبخور...
رافلين بالحرير والدمقس...
نقرع الأجراس في سمع الزمن، نريد أن يصمت ليسمع منا الحقيقة...
فهذه الحقيقة لنا ومنا ونحن من صنعها وصاغها...
وكل يدعي بالحقيقة وصلا ونسبا...وانتماء..
إن كان «الحلال بينا والحرام بينا..
فإن الحقيقة وعكسها ليسا كذلك...
هما متشابهان ويرتديان الأثواب ذاتها.. ويتجملان بالزينة عينها.. ويتحدثان باللسان نفسه.. فلا يكاد يفرق بينهما حصيف ولا ألمعي.. ولا عبقري..
ثم ينتهي بنا الدرب... ولا حقيقة.. إنها سرابات تعِد بالماء ولا تفي..
فاغنم من زمانك... مالذ لك منه وطاب..
اقطف من ثمرات الأرض.. ما تطيب به حياتك..
ودع عنك تلك الخبيثة...
الحقيقة...
فلن تدركها ما حييت، مثلما لم يدركها الذين من قبلك.
«الحقران يقطع المصران»
نصحت ولست في محل الناصح... وطلبت وتمنيت ورجوت الزملاء من أهل القلم.. أن يكفوا عن مطاردة أهل السياسة، وبالذات أولئك الاستعراضيون منهم، والذين لا يهدأ لهم بال ولايغمض لهم جفن، إلا إذا سفلوا سفالة من سفالاتهم الوضيعة، وألقوا ما تحمله أرحامهم، من رديء المقترحات ورجس البذاءات التي تملأ رؤوسهم الخاوية الا من وساوس الشياطين والأباليس تجوس في قلوبهم وتنام نومة أهل الكهف فيها.. فلا تغادرها ساعة من ليل ولا سانحة من نهار.. ولكن الزملاء لا يتوقفون عن متابعة سقطات أولئك السفهاء ممن أوكلت إليهم الأمة المنكودة أمرها.. وصيرتهم نوابا عنها وناطقين بلسانها، فلبئس مانطقوا، وشاه ماقالوا.
يعتقد الزملاء أنهم إن هاجموا أو سخروا من أولئك النواب وطروحاتهم واقتراحاتهم، فإنهم بذلك سوف يحرجونهم أو يردون لهم الإهانات التي أهانوا بها الأمة، ولكن ما يجب أن يتنبه إليه الزملاء ويعوه، هو أن هذا الصنف البشري تطربه الإهانات التي يتلقاها، ويسعى بنفسه إلى ذمه وشتمه، سعي الجارية إلى حضن مولاها، فليس الناس كلهم على سوية واحدة من الاحساس بالاهانة أو رفضها، فالبعض منهم رخيص ومتدن ودنيء، بحيث إذا مانزل الإنسان السوي إلى مستواه وشتمه وعابه، تكون الشتيمة حيثذاك وساما على صدره، يتباهى بها بين الوضعاء، ومن هم على شاكلته.
إن الزملاء المطاردين لأولئك النواب، والذين يعيبون مقترحاتهم، ويسلخونهم ويسفهون آراءهم، إنما هم يقدمون إلى أولئك النواب خدمة جُلّى، ويسوقون لهم الشهرة التي سعوا إليها على طبق من حبر، وهو مايريده أولئك النواب، وما يبرد خواطرهم ويجعلهم مداومين على ما هم فيه من غي وتيه، فهم وفي سبيل الشهرة الرخيصة على استعداد دائم لتلقي الشتيمة والسباب والاهانات التي يوظفونها لمصالحهم، غير عابئين بما أصابهم وحط من قدرهم .
فيا أعزائي الزملاء، دعوا تلك الفئة المهزومة تهذي مرة واثنتين، ثم ستتوقف من تلقاء نفسها إن تجاهلتموها، دعوها كالمجنون يحدث نفسه، واسفهوها، وكلما سمعتم لها طنينا قولوا «سلاما» دعوها تأكل نفسها بنفسها «كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله» سامنعوا عنها أسباب الحياة، لا تغذوها بتفاعلكم معها، حتى وإن كان تفاعلكم سلبيا وراجما وزاجرا.
أنا «جمال الأشموني» مؤلف «كشفوا سر الهوى»
من منكم يذكر عبارة «أنا عاطف الأشموني مؤلف الجنة البائسة»؟
تلك عبارة تنم عن وضع مأساوي، يعيشه أحد المؤلفين، ممن أنكرت حقوقهم الأدبية، ولم يعترف به كمؤلف لـ «الجنة البائسة».
تلك العبارة ترد ضمن أحداث مسرحية «جلفدان هانم» للأديب الراحل علي أحمد باكثير «ذي الأصول اليمنية، والذي استوطن مصر وعاش فيها حياته، حتى توفي فيها ولقد أدى دور «عاطف الاشموني» الفنان الراحل «محمد عوض» وفي رأيي أنه كان من أفضل أدواره، أو كما يقال «دور عمره».
والمسرحية من مسرحيات ستينات القرن العشرين، والتي كان يقدمها في مصر ما سمي حينها بمسرح التلفزيون، وكان مسرحا نشيطا، وغزير الانتاج، وفتح الافاق أمام الكثير من الممثلين الذين غدوا نجوما في سماء الفن، مثل فؤاد المهندس وشويكار ومحمد عوض وصلاح قابيل وأبوبكر عزت وعادل إمام، وغيرهم.
وقصة «عاطف الاشموني» لها نسخة كويتية بطلها صديقنا الشاعر «جمال الساير» الذي حماه وحصنه عقله الرزين، عن أن يفعل ما فعله زميله «الاشموني»، من أن يدور بين خلق الله ليقول:أنا «جمال الساير». مؤلف «كشفوا سر الهوى».
وإليكم القصة من أولها:
في سبعينيات القرن العشرين انتشرت في الكويت موجة الغناء العدني، أو مايسمى بـ «العدنيات»، وهي في بعضها أغان عدنية معروفة لمطربين عدنيين يأتي على رأس قمتهم الفنان «محمد خان»، وكان له مريدون وعشاق من شبان ذلك الزمن الجميل، والذين كانو يرددون أغنياته في السمرات والجلسات والسهرات، ومن أشهرهم «حمد سنان» و«فهد الماص» و«مشاري العريفان» و«جمعة الطراروة» و«راشد الحملي»، وغيرهم، وكانت حفلاتهم تلك تلقى قبولا كثيفا من جمهرة الشبان.
ولقد تأثر هؤلاء المطربون الهواة بذلك اللون الغنائي العدني، فنسجوا ألحانا وأغاني على منواله، بما في ذلك الكلمات التي تجيء قريبة أو مشابهة للهجة العدنية، وفي الحوض الشعري ذاته الذي تسبح فيه الكلمات العدنية.
ونعود إلى قصة «جمال الاشموني» عفوا «جمال الساير» الذي جمعته وصديقا له - وكان هذا الصديق أحد مطربي تلك الموجة الغنائية - جلسة ليلية قاهرية في أحد أعوام السبعينات، فهبط عليه شيطان الشعر بغتة، ودون إنذار مبكر، ليلهمه قصيدة ناعمة كخد «هيفاء وهبي» وجذابة كعيني «نانسي عجرم»، فكانت هذه القصيدة: كشفوا سر الهوى، وهي قصيدة، رقت كلماتها وشفت معانيها عن أحوال المحب، وأفعال الهوى والغرام في نفس المدنف والعاشق الذي علق قلبه في فاتنته التي فتنته في ملمح أومبسم أو لحظ له فعل «بيض الهند الصقيلة»، التي قطرت بدم «عنترة» فراح بدل الألم، يذكر حبيبته ويتذكرها منشدا:
ولقد ذكرتك والرمــاح نواهــل مني
وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها
لمعت كبارق ثغرك المتبسم
والقصيدة هبط بها شيطان الشعر على أخينا «جمال» بقوام مياس، وكلمات تتراقص على وقع سقسقة مياه النيل الذي ألهم من قبل أمير الشعر وصعاليكه ونساكه وزهاده.
وما إن سمعها الصديق المطرب كاملة وقد نضجت على حطب «الخليل» واستوى عودها حتى طار بها «على جناح وسعى على قدم» إلى الملحن الفنان «سليمان الملا» الذي ألبسها الحلة الموسيقية الموشاة بالطابع العدني.
ونجحت الاغنية نجاحا لافتا ولكنها «لم تكسر الدنيا» كما يقول فنانو مصر، واكتفت بتكسير رأس صاحبها ومبدعها وشاعرها «جمال الاشموني» الساير منذ القرن الماضي وراء حقه الادبي المهدور حيث إنه ورغم الشهرة الطاغية التي حققتها هذه الاغنية بين عشاق ذلك اللون الغنائي، فان اسم مبدعها سقط سهوا ولهوا، ولم يعرف الناس أن هذه الاغنية هي للشاعر الكويتي «جمال الساير» وبما أن الفلكلور حمال أوجه، فقد نسبت الاغنية له، وبدل أن يقال من كلمات جمال الساير صاروا ينسبونها شعرا لـ «سيدنا الفولكلور» ومع سبق الاصرار والترصد والتوسد «على غير ريش نعام ما بتنام يا ابني».
عرف الناس اسم مغنيها وغناها عديدون بعده، وأيضا اشتهروا، وعلى رأس من غناها الفنانة الراحلة «رباب».
كما عرف الناس اسم ملحنها «سليمان الملا»، أما «الاشموني» الكويتي فحاله حال زميله المصري، والفرق بينهما أن «جمال الساير» لم يصبه ما أصاب الاشموني، مؤلف الجنة البائسة، ولم يمش بين الناس صائحا «أنا جمال الساير مؤلف كشفوا سر الهوى» بل اكتفى بالصمت والسخرية، وكأنه يقول «كشفوا سر الهوى وما كشفوا اسم صاحبها»!
الحزب في الفيلا
الحزب في الفيلا.. والفيلا في النزهة... والنزهة في محافظة العاصمة... ومحافظة العاصمة في الكويت.. والكويت عضو في مجلس التعاون الخليجي... ومجلس التعاون الخليجي يقع داخل منظومة الجامعة العربية، والجامعة العربية، تسكن في القاهرة والقاهرة عاصمة مصر، ومصر تقع على بحرين، و«البحرين» تشتهر بماء «اللقاح» و«الزموتة» وصناعة الحلوى البحرينية، وتطل على الخليج العربي، والخليج العربي، في آسيا وآسيا في كوكب الارض، وكوكب الارض يعيش عليه ستة مليارات إنسان وهذه المليارات البشرية الستة لابد أن تعلن الولاء للحزب، والحزب في النزهة، والنزهة في..... إلخ.. إلخ.. و...
هلال «الباسم»
يستحق وزير الصحة د.هلال الساير أو «الباسم» التهنئة لخروجه سالما من موقعة «الطفاية»، ثم يستحق الشكر لموقفه الحضاري بشكاية المعتدي، وعدم الاكتفاء بالاعتذار الذي لا وزن له ولا قيمة، ولا يرد الاعتبار لشخص الوزير. ولو أشعنا ثقافة الاعتداء ثم الاعتذار، فسنشهد معارك لا تنتهي، فما أسهل وأسلس وأيسر وأيمن الاعتذار عند الشتامين واللعانين والطعانين، وقاذفي «الطفايات».
وليس في هذه المناسبة، بل على هامش هذه الكتابة، أرجو من الوزير «الباسم» ان يطلب من أحد موظفي وزارته، من ذوي الاختصاص أن يتكرم بالاتصال بي لشأن يخص وزارته وينطوي على أهمية بالغة الخطورة، ويتعلق بالصحة العامة لكل من هم في البلاد.
ونظرا لما ينطوي عليه الامر من خطورة ودقة، فإنه يصعب علي نشر تفاصيله فما سمعته أمر مستغرب ومستهجن ولا يجب السكوت عليه يوما واحدا، لأنه في كل يوم يمر دون معالجته يشكل خطورة، ويهدد الصحة العامة، ويسيء لسمعة الكويت أيما إساءة.
[email protected]