صالح الشايجي
الساعون الى الخير ولمّ الشمل وتوحيد الصفوف، عليهم ان يمتنعوا عن ممارسة ذلك الدور الإنساني بين منظمتي «حماس» و«فتح»! لا لأننا أهل فتنة ومحبو تفريق وتشتيت، ولكن لأن مساعي الخير يجب ان تؤدي الى جني ذلك الخير لجميع الأطراف، وما يترتب على تلك المساعي من نتائج لابد ان يشكل لبنات جديدة في سور الخير والمحبة، ولكن هل نتائج السعي والمصالحة لإعادة المياه الى مجاريها بين «فتح» و«حماس» ستحقق ذلك؟!
ليس بالضرورة ان نرى النتائج بعيوننا حتى نقول: نعم، أو، لا، ولكن يمكـــــننا الاجتـــــهاد والقياس لنكتشف ذلك دون المرور بالتجربة المدمرة.
إن ما حدث هو الخير كله، ولا أقصد نتائجه الدموية وكوارثه الإنسانية التي تسببت بها «حماس»، ولكن، وحتى لا تذهب تلك الأرواح هباء وعبثا، فإنه لابد من تضمينه اساس الحل الكامل لقضية ادمت البشرية لمدة 60 عاما، وها هي بوادر الانفراج قد بدأت باقتناع العالم بواقع فلسطيني جديد أفرزته «حماس» وسعت إليه من خلال انقلابها على حقائق القضية ووقائعها، واختبارها لعصيان الدم والتشريد والترويع، وكذلك اعلانها «الاستقلال والتحرير» لقطاع غزة وإعلان نفسها حاكما له.
إن ما ادى اليه هذا الفرز الجديد من خلال تعاطف العالم مع بقية الشعب الفلسطيني باستثناء «حماس» والإغداق في العطاء، وفتح المحابس المالية والسياسية التي كانت تتسبب «حماس» بإغلاقها وإعلان «إسرائيل» استعدادها اعادة مفاوضات السلام، هو الطريق نحو سلام دائم ينهي الصراع في المنطقة العربية ويريح الفلسطينيين وإسرائيل والعالم بأسره.
هذا التصور الواقعي والموضوعي لسير الأحداث ونتائجها، هو الذي يجب ان يؤخذ في الاعتبار لإنهاء أي مسعى نحو صلح بين «حماس» وبقية الشعب الفلسطيني، بعدما اختارت «حماس» الانعزال وإعلان «غزة» دولة لها، فلتجرب «حماس» القيادة الانفرادية لدولة تريد أن تسيّرها بالدم وبالعون الإيراني وصواريخ «القسام»!