صالح الشايجي
تراجع الفن والأدب والرياضة والتعليم والسلوك الإنساني القويم في بلادنا، وتقدمت السياسة وعلت صروحها وازدهر سوقها، وباتت حاضرة في كل أمر من أمورنا تقريبا.
وتقدم السياسة الذي أعنيه هو ليس تقدما إيجابيا أو راقيا، بل أعني في التقدم الحضور والشيوع بين الناس، والتعويل على السياسة في الأمور كلها.
الطب تم تسييسه والتعليم والإعلام والتجارة والأنشطة الاجتماعية والثقافية، من جهة وضع الوزير المختص في أي من تلك القطاعات تحت المجهر والمراقبة والتدقيق وسياسة الترغيب والترهيب، وتسليط السيف على رقبته، يساعد على ذلك الصلاحيات المطلقة أو شبه المطلقة لعضو مجلس الأمة والتي جعلته يبدو وكأنه الحاكم والمتحكم في رقاب الناس جميعا لا الوزراء فقط.
أدى مثل هذا الوضع إلى إرباك الوزراء وترددهم وخوفهم واستباقهم أحيانا أعضاء المجلس باتخاذ قرارات لا تكون لمصلحة العمل في وزاراتهم، خوفا وتوهما من ان المجلس يترصدهم وبالتالي سيحاسبهم.
إن سياسة «الاتقاء» أو مبدأ «الوقاية خير من العلاج» تم تطبيقه من قبل بعض الوزراء تطبيقا سلبيا أضر بالمصلحة العامة، وحقق لأولئك الوزراء مصالحهم الخاصة.
سنظل نشهد تراجعات أكثر وأكثر مادمنا لم «نهز جذع النخلة» ولا ننتظر «رطبا جنيا»!