صالح الشايجي
آن للارهاب ان يخجل، وآن لشهية الدم ان تمسك عن سكب الدماء وشربها!
ان يتسبب حادث ارهابي واحد بقتل مائة وخمسين شخصا واصابة مائتين وسبعين، معظمهم مرشحون للموت او ان يعيشوا عميا او صما او مبتـــوري الاعضاء او مقعدين، فذلـــك امر يستحق الخجــل ولا اقول اكثر!
ان الذين يموتون في العمليات الارهابية ليسوا اعداء لمن قتلهم، لأنه لا هوية واحدة لهم ولا جنس ولا لون ولا معتقد، فبين ضحايا الارهاب رجال ونساء واطفال من اعراق مختلفة ومعتقدات مختلفة واعمار ومهن متعددة، وليسوا ذوي لون واحد، وليسوا ايضا جنودا في ساحة معركة يحملون السلاح ويقارَعون بمثله.
اذن فان المقصود هو الارهاب لاجل الارهاب، والقتل لاجل القتل! اما الهدف.. فلا هدف، لان من يقتل عشوائيا لا هدف له، سوى اغناء شهية القتل والدم لديه!
اخطر ما في الامر واسوأ ما فيه، ان ارهاب هذا الزمان يتم تحت راية الاسلام، وهناك - مع الاسف - من يصدق ذلك ويعززه! هنا تكمن المصيبة، لان الاسلام - كما نعرف - لم ينتشر بحد السيف، وهذا ما نحرص عليه دائما في خطابنا الاسلامي، كما ان الاسلام لم يدع الى قتل الناس عشوائيا حتى وان كانوا من المشركين، فكيف - اذن - والقتلى هم من المسلمين؟
وثمة من يقيم دولة الارهاب والترويع، على ان بعض الحكومات المسلمة لا تقيم شرع الله، لذلك اجاز لنفسه محاربة تلك الدول وقتل ابريائها، حتى يدعو حكامها للحكم وفق شرع الله - كما يزعم! والغريب في هذه المسألة ان من يدعو الى الحكم وفق شرع الله، لم يقم هو بإلزام نفسه بشرع الله الذي لم يدع الى قتل الناس!
والدعوة الى الاسلام في بدايته لم تقم على محاربة المشركين والكفار الا من يدخل مع المسلمين في حرب، كما ان الدعوة الى الاسلام تتم عبر دعوة الناس اليه بشرح روحه ونصوصه وترك الناس بحريتهم يأخذون به او لا!
فاذا كان ذلك الامر يتم في بدء الدعوة ومطلع فجرها وكان الاسلام غريبا، فكيف نقبل او نتقبل ان يقوم الارهاب اليوم بما يقوم به وقد عم الاسلام اصقاع الارض جميعا، وبات كالماء والهواء منتشرا على سطح الارض كلها!