صالح الشايجي
«التاريخ لا يعود الى الوراء حتى وان صدق» والتاريخ حقائق مؤقتة ولكنها قابلة للدوام احيانا.
ولكن «ايران»، او بعضا في ايران، يريدون ان يصفعوا الحقائق وينسفوها، او ان يخلقوا حقائق جديدة، ويعيدوا التاريخ الى سيرته الاولى - ان صدقت تلك السيرة!
ما قرأناه بالامس صادرا من «ايران» ومن ممثل مرشد الثورة، يشير الى ذلك، والى ان «ايران» تريد ان تعبث بالتاريخ - وبالجغرافيا ايضا - ويكشف شهوتها التوسعية، وان لا اصدقاء لها في محيطها الخليجي حتى وان سكبت في آذانهم القول الشهد!
«إيران» - على لسان ممثل المرشد - زعمت ما يؤكد ملكيتها للجزر الاماراتية الثلاث، وادعت ان «البحرين» مجرد محافظة ايرانية، وقذفت بقية دول الخليج وشككت بعدم شرعية انظمتها وتوعدت هذه الانظمة «غير الشرعية»!
اقل ما يقال في مثل هذا الكلام، انه موتور وعشوائي، يضر الكل ولا ينفع احدا وعلى رأس المتضررين منه ايران نفسها، والتي - على ما يبدو - تسعى الى اشاعة الفوضى السياسية والامنية في دول المحيط الخليجي، بعدما حاولت كثيرا ومنذ مجـــيء حكمــــها الدينــي او المذهبي زعزعة الاستقرار في العالم حتى وصلت الى «الارجنتين»!
مشكلة «ايران الدينية» تكمن في تأصيل العرقية وانجذابها الطوعي واللاارادي الى العنصرية الفارسية، وان الدين الاسلامي لم يؤثر في سلوكها ولم يخرجها من اتون تلك العصبية العرقية. وهذا يكشف تناقضا صارخا بين الشعار والعمل، فهي دولة «اسلامية» وتحكم بالاسلام - كما تدعي - ولكنها تمارس عكس الاسلام وتسعى الى تأصيل التعصب العرقي الفارسي، ناسفة المبادئ الاسلامية كلها، التي تدعو الى نبذ العصبية، وجعلت الناس كلهم اخوة في الدين لا فرق بين اعجمي وعربي، وبين ابيض واسود، وبين غني وفقير، حتى ان بدايات الاسلام تشهد لرجال ادوا دورهم في نشر الدين الاسلامي وتأصيله (سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي) في ترسيخ لمفهوم أخوة الدين الاسلامي وتأكيد لشعاره النابذ لكل التقسيمات العرقية او القومية.
فليت «ايران الملالي» تدخل الاسلام وتسلم بالقـلب لا باللسان! بل انها حتى باللسان تمارس كفرا!