صالح الشايجي
حينما تشتعل حرب «الحقائق» او الطريق الى بلوغها عبر بيانات متبادلة بين اثنين من النواب مسلم البراك واحمد المليفي، فليس من الحكمة المطالبة بايقافها واطفاء نيرانها، بل ان الحكمة تقتضي تسعير نيرانها والمحافظة على ساحة المعركة حتى تبقى صالحة لمزيد من كشف المستور والمتواري من الحقائق عن علم الناس وأعينهم، وهم - الناس - المعنيون بما يدور، لا البراك والمليفي فقط.
انها ليست حربا دموية شعواء قاصمة وقاطعة وباترة، وليست حربا دموية تُسيل دما او تفقأ عينا او تجدع أنفا - لا سمح الله - كما انها ليست حربا شخصانية يخوضها طرفاها لنزاع شخصي بينهما، بل هي حرب بالنيابة عن العامة وعن الحق العام وعن المصلحة العامة، هي للناس الكويتيين كلهم، لذلك فإن الدعوة الى تهدئتها لا تصب في الصالح العام، بل ربما تصادمه وتتعارض معه.
ليس مطلوبا منا نحن كمواطنين معنيين بتفاصيل تلك الحرب، او ان مصالحنا هي وقودها، ليس مطلوبا منا ان نتحول الى مناصرين او مؤازرين لهذا الفريق او ذاك، نقف في صف هذا النائب ضد الآخر، او العكس، بل ان علينا متابعة تفاصيل قول كل نائب منهما، ومن هو الذي يملك الادلة واصدقها ومن هو الذي يقف مع الحق العام ويدافع عنه ممارسا لدوره الحقيقي في الدفاع عن مصالح الامة، ومن هو الذي يعمل لذاته ويخون نهاره كلام ليله، وبالتالي فإن من مسؤوليات الضمير العام محاكمة هذا النائب المتجاوز والمدان بالحجج والبراهين والادلة والثوابت القطعية التي لا تقبل الا تفسيرا واحدا وليس لها الا وجه واحد! اما الدعوة الى التصالح والتراضي وايقاف الحرب، فإنها مسعى - وان حسنت نية القائمين عليه - لا يخدم الصالح العام، بل هو دعوة لتجاوز الحقائق وطمرها، وترك المتكسب يرعى في خمائل غنائمه وتجاوزاته وتلوناته وتعدد مواقفه.
ان من ميزات الديموقراطية كشف الحقائق بأي صورة من الصور، حتى وان علت الاصوات واحمرت الاعين ولوحت الاكف! انها الديموقراطية لا سقف لها فلا تخافوا؟!