إضعاف الحكومة هو إضعاف للدولة وإضعاف الدولة هو إضعاف للوطن!
الحكومة تتكون من عدد من الوزراء، وهي التي تحكم أو تهيمن على الدولة والدولة هي التي تحكم وتتحكم في الوطن. والوطن أرض وبشر!
فإذا ما ضعفت الحكومة تفتتت الدولة وانهار الوطن. وأرى أن إضعاف الحكومة غدا منهجا عند بعض القوى السياسية والاجتماعية، والتي تريد الانتقام والتشفي من الحكومة غير مدركة ما وراء ذلك الثأر من مخاطر تسبب شروخا في جدار الوطن، قد يصعب ترميمها وتلحيمها!
وهذا الثأر ومحاولات التشفي من الحكومة لم تأت عرضا أو هواية عند قناصتها، ولكن الخميرة التي تخلق الأعداء والمتصيدين والقناصة، هي موجودة مع الأسف داخل الجسد الحكومي! فالاعوجاج والاستسلام والاستزلام أيضا، كلها خمائر تغذي استضعاف الحكومة ومحاولات قنصها وخلق أعداء لها من كل الشرائح والفرق والقوى على اختلافها!
وسلسلة التراجع والاستسلام والارتباك، سلسلة طويلة طوقت عنق الحكومة وكبلت أياديها وأذرعها وأرجلها وجعلتها سهلة الاصطياد لمن يبغي صيدها ويروم تلطيخ سمعتها وقنصها في مقتل وطنيتها أو على الأقل في أدائها السياسي!
ومن يتخوف على واقع البلاد ومستقبلها - وأنا منهم - غير ملومين وهم يتابعون ويرون تلك الانهيارات السريعة والتراجعات والتخبطات التي تتحقق كل يوم وربما كل ساعة في البلاد، وليس آخرها ولن يكون آخرها الهجوم الذي تعرضت له قناة «سكوب» والذي علينا ونحن نذكره كمثل على ذلك التهاوي أن نبتعد عن تفاصيله ومسبباته، لنقفز إلى استخلاص أنه كان نتيجة طبيعية لواقع البلاد المتهاوي ولسياسة إغماض العين التي تمارسها الحكومة إزاء ما يجري.
إن صلاح الحكومة يكمن في قوتها أولا وفي مراعاتها لتطبيق القوانين التي أوكلت إليها مهمة حمايتها وتطبيقها بصورة عادلة بين الناس جميعا، بين الكويتي والوافد وبين علية القوم والعامة وبين فلان وفلان دون تفرقة بين هذا وذاك. وعدم التزام الحكومة بأسباب قوتها وعدالتها هو الذي عرضها لأن يستأسد الكل عليها وأن تكون طريدة لكل عابر سبيل ولكل متقصد ومتصيد، وأيضا لكل عادل ومنصف!
إن الذي يهمنا هو وطننا، فإذا ما كانت الحكومة غير قادرة على حماية هذا الوطن بقوتها وهيمنتها فعليها أن ترحل حبا في الوطن وصونا له من الزعزعة والتصدع، وستكون قدمت بذلك أكبر خدمة وطنية، وربما ستكون الخدمة الوحيدة التي قدمتها.
[email protected]